تطلق «سبيس إكس» رحلة خاصة للفضاء مكونة من أربعة ركاب، منهم ثلاثة مدفوعو الأجر، نحو إقامة لمدة أسبوع على متن محطة الفضاء الدولية.
ستكون رحلتهم، التي نظمتها شركة أكسيوم ومقرها في هيوستن، هي ثاني مهمة خاصة بالكامل إلى مدار الفضاء.
البعثة التي تحمل اسم AX-2 «إيه إكس 2» ستدخل التاريخ أيضاً، إذ من المقرر أن تصبح باحثة الخلايا الجذعية، ريانة برناوي، أول امرأة سعودية تسافر إلى الفضاء.
يبدأ البث المباشر للإطلاق يوم الأحد في الساعة 4:30 مساءً بالتوقيت الشرقي، مع توقع الإقلاع في الساعة 5:37 مساءً بالتوقيت الشرقي من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا.
سيراقب المسؤولون الطقس عن كثب، وأشار برايان سيزيك، مسؤول الأرصاد الجوية في قوة الفضاء الأميركية، إلى أن فلوريدا تدخل موسم الأمطار الصيفي، إذ تميل إلى حدوث العواصف الرعدية اليومية التي تتوغل في المنطقة، ولكنه أشار إلى أن الطقس يوم الأحد يبدو «لائقاً جداً».
وقال سيزيك «الشيء الوحيد الذي يجب علينا مراقبته حقاً هو تلك العوائق التي قد تنتج عن العواصف الرعدية».
إذا لم تنطلق المهمة يوم الأحد، فيمكن لـ”سبيس إكس” إجراء محاولة إطلاق أخرى يوم الاثنين، على الرغم من وجود فرصة بنسبة 80 في المئة ألّا يكون الطقس ملائماً بدرجة كافية للإطلاق.
هذه المهمة هي التالية في سلسلة الرحلات التي تأمل أكسيوم سبيس وناسا أن تستمر في تحفيز مشاركة القطاع الخاص في رحلات الفضاء، خاصة في المدار الأرضي المنخفض، حيث تقع المحطة الفضائية.
سيقود طاقم AX-2 «إيه إكس 2» رائدة الفضاء السابقة في ناسا بيجي ويتسون (63 عاماً)، وهي الآن موظفة في أكسيوم؛ من خلال هذه المهمة ستصبح ويتسون أول امرأة تقود رحلة فضائية خاصة.
سينضم إليها ثلاثة من العملاء الذين يدفعون ثمن الرحلة، بمن في ذلك جون شوفنر، الأميركي الذي جمع ثروته في مجال الاتصالات الدولية وأسس شركة الأجهزة «ديورا لاين كورب».
كما دفعت السعودية لنقل مواطنين هما ريانة برناوي وعلي القرني طيار مقاتل في سلاح الجو الملكي السعودي.
وقالت برناوي للصحفيين الأسبوع الماضي «يشرفني ويسعدني أن أمثل كل أحلام وآمال كل الناس في السعودية وجميع النساء في الوطن».
من المتوقع أن تلتحم كبسولة Crew Dragon «كرو دراغون»، التي تمتاز بالتحكم الذاتي بالكامل، بالمحطة الفضائية في وقت مبكر من يوم الاثنين، مع انضمام ركابها إلى سبعة رواد فضاء على متن المحطة الفضائية بالفعل.
سيقضي طاقم «إيه إكس 2» نحو ثمانية أيام في المحطة الفضائية، خلال ذلك الوقت سيعملون من خلال مجموعة على أكثر من 20 بحثاً ومشروعاً علمياً، بما في ذلك الخلايا الجذعية والأبحاث الطبية الحيوية الأخرى.
من هم طاقم «إيه إكس»؟
تعود ويتسون إلى المحطة الفضائية لأول مرة منذ عام 2017، وقد جعلتها خبرتها الواسعة في المحطة صاحبة الرقم القياسي في الولايات المتحدة لأكثر الأيام تراكماً في الفضاء.
سافرت ويتسون على متن مركبة فضائية روسية من طراز سويوز، بالإضافة إلى مكوك الفضاء التابع لناسا، لكنها قالت إن التحضير لهذه المهمة كان «مختلفاً بشكل واضح» لأنها تضمنت تدريباً على تشغيل طاقم سبيس إكس كرو دراغون، والذي كان ينقل رواد فضاء فقط منذ عام 2020.
وقالت «لقد كان أحد أكبر التحديات بالنسبة لي هو تعلم هذه المركبة الفضائية بالذات»، «لكنني استمتعت به حقاً».
برناوي والقرني سيكونان ثاني وثالث سعودي يسافر إلى الفضاء، فالأول كان الأمير سلطان بن سلمان، الذي أمضى نحو أسبوع في مهمة مكوك فضاء ناسا في عام 1985.
وقال القرني إنه يعتقد أن مشاركة العرب في رحلات الفضاء هي «فرصة عظيمة» يمكن أن تلهم المنطقة، وأضاف خلال إفادة صحفية يوم الثلاثاء «سوف يحمل هذا الحدث رسالة كبيرة، نحن مرتبطون ببعضنا، نعمل معاً من أجل تحسين الإنسانية ونحاول فقط الابتكار».
جون شوفنر، المحب للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ورائد الأعمال والمتحمس للفضاء طيلة حياته، سينضم لمهمة «إيه إكس 2»، وهو يعيش حالياً في نوكسفيل بولاية تينيسي.
وقالت شركة «أكسيوم» على موقعها الرسمي، «يشرفنا أن تتاح له هذه الفرصة ليس فقط لتحقيق أحد أعظم أحلام حياته ولكن أيضاً لاستخدام مهمة (إيه إكس 2) لتحقيق الشغف بتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لدى المهتمين والمحبين في جميع أنحاء العالم».
مستقبل رحلات الفضاء الخاصة
إنها ليست المرة الأولى التي يدفع فيها المواطنون العاديون في طريقهم إلى الفضاء، إذ توسطت شركة تدعى «سبيس أدفينشرز» في العديد من المهمات المماثلة إلى محطة الفضاء في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وحجزت رحلات للباحثين عن الإثارة والأثرياء على متن مركبة الفضاء الروسية سويوز.
وجلبت أكسيوم نموذج الأعمال هذا إلى الولايات المتحدة، بالشراكة مع سبيس إكس لتأسيس إطار عمل لجلب مجموعة من العملاء إلى المحطة الفضائية، وأُطلقت مهمة الشركة الأولى، AX-1 «إيه إكس 1»، في أبريل نيسان 2022 وكانت المرة الأولى التي يسافر فيها مواطنون عاديون إلى محطة الفضاء من الأراضي الأميركية.
وهدف أكسيوم هو جعل هذه المهام روتينية، ما يوفر المزيد من الفرص للأشخاص الذين ليسوا رواد فضاء محترفين لتجربة رحلات الفضاء.
خلال مؤتمر صحفي قبل الإطلاق قال ديريك هاسمان، رئيس تكامل المهام والعمليات في أكسيوم سبيس، إن شركته تتوقع أن ترى المزيد من العملاء تحت رعاية حكومات مماثلة لركاب «إيه إكس 2» من المملكة العربية السعودية، وقال «رواد الفضاء الحكوميون هم بالفعل جزء أساسي من خطة عملنا».
وتتصور قيادة أكسيوم أن رحلات الفضاء الخاصة ستستمر حتى بعد تقاعد المحطة الفضائية، وهو ما تتوقع ناسا حدوثه في عام 2030.
“أكسيوم” هي واحدة من عدة شركات أميركية تسعى لإنشاء محطة فضائية جديدة مملوكة للقطاع الخاص، إنه جهد تدعمه وكالة ناسا، ويهدف إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص بشكل أقرب إلى الأرض حتى تتمكن الوكالة من التركيز على الاستثمار في استكشاف الفضاء البعيد.
وسيعمل طاقم «إيه إكس 2» جنباً إلى جنب مع رواد الفضاء المحترفين في المحطة الفضائية، ولكنهم سيعملون وفقاً لجداول زمنية مختلفة، بمجرد وصولهم على متن محطة الفضاء سيعتمدون على الطاقم الحالي لإطلاعهم على تفاصيل الأمور، بما في ذلك أماكن المطبخ والحمام، وستظل بعض المناطق محظورة مثل قفل الهواء الذي يستخدمه رواد الفضاء لإجراء عمليات السير في الفضاء.