ضمن جهودهما لتنويع استثماراتهما بعيداً عن القطاع النفطي، بدأت كل من السعودية والإمارات خلال السنوات الماضية بضخ مليارات الدولارات في سوق الألعاب الإلكترونية العالمية الذي تجاوزت قيمته 200 مليار دولار أميركي عام 2022.

ويأتي هذا الاهتمام بقطاع الألعاب بعد عدة تقارير تشير إلى تحقيقه نجاحاً ملحوظاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

في يونيو حزيران 2022 وبعد إتمامها صفقة مع المجموعة السعودية بقيمة مليار دولار أميركي، أظهر بيان أصدرته شركة «إمبريسر» السويدية للألعاب أن سوق الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الأسرع نمواً في العالم، إذ تجاوزت إيرادات قيمة 5.7 مليار دولار في عام 2021.

التجربة السعودية

في يناير كانون الثاني 2022، أطلق الصندوق الاستثماري السيادي في السعودية مجموعة «سافي» للألعاب الإلكترونية بهدف تعزيز استثمارات المملكة في هذا القطاع، ونجح حتى الآن باستثمار ما لا يقل عن 37 مليار دولار.

تسعى السعودية من خلال هذه المجموعة إلى تعزيز استثماراتها وشراكاتها في هذا المجال، وتأمل أن تتمكن بحلول 2030 من تأسيس 250 شركة ألعاب بوسعها خلق 39 ألف فرصة عمل محلية، وهو ما يُتوقع أن يرفد الاقتصاد المحلي بأكثر من 13 مليار دولار.

بحسب دراسة أجرتها شركة «نيكو بارتنرز» الرائدة في تجميع وتحليل البيانات المتعلقة بقطاع الألعاب الإلكترونية، فإن 58 في المئة من سكان السعودية هم من محبي ألعاب الفيديو الإلكترونية، أي ما يعادل 21 مليون شخص.

في فبراير شباط 2021، اشترت شركة سافي 14.9 مليون سهم في شركة «أكتيفجن بليزارد»، قبل أن ترفع قيمة استثمارها لتصل إلى 37.9 مليون سهم في أغسطس آب من العام نفسه، لتسيطر على ما يزيد على 13 في المئة من أسهم الشركة الأميركية.

وفي مايو أيار 2022، استحوذت الشركة السعودية على قرابة 5 في المئة من أسهم شركة «نينتندو» اليابانية، إضافة إلى مليار دولار في شركة الألعاب والترفيه السويدية «إمبريسر»، أي ما يعادل 8.1 في المئة من أسهم الشركة.

«استراتيجية طموح»

تضمّ مجموعة «سافي» للألعاب الإلكترونية خمس شركات تتنوع أنشطتها بين التركيز على دعم ممارسي الألعاب الإلكترونية، ومطوّريها، إضافة إلى بناء ودعم صالات الألعاب المتخصصة.

كذلك ينضوي «صندوق سافي» للألعاب تحت لواء المجموعة، وهو المكلّف بتنمية استثمارات المملكة في هذا المجال.

في سبتمبر أيلول 2022، تحدّث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يرأس مجلس إدارة المجموعة عن «استراتيجية طموح» لبلاده لتصبح «المركز العالمي الأكبر لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030».

كذلك أشار إلى هدف بلاده تطوير 30 لعبة تنافسية من قِبل الشركات التي تمتلكها السعودية خلال السنوات الثمانِي القادمة.

التجربة الإماراتية

في ديسمبر كانون الأول من عام 2022 وخلال فعاليات مهرجان دبي للرياضات الرقمية، أعلن مركز دبي للسلع المتعددة، وهي منطقة حرة في الإمارات، عزمها إنشاء مركز ألعاب متخصص وبتأسيس برنامجين لتسريع الأعمال، الأول باسم «زد كيه أدفانسر» والآخر «ذا ساند بوكس ميتافيرس»، الذي سيتمّ من خلاله التركيز على ألعاب الجيل الثالث وتقنيات البلوكتشين.

حتى الآن، يتحدث مركز دبي للسلع المتعددة عن كونه حاضناً لخمسين شركة ألعاب رقمية ورياضات إلكترونية وهو مؤمن بنجاح سعيه للاستثمار في هذا القطاع، معتمداً على أرقام تفيد بأن 8 من كل 10 لاعبين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاماً يقضون قرابة 7 ساعات من اللعب أسبوعياً.

كذلك تنجح الإمارات في جذب اهتمام عدد من ناشري الألعاب العالميين، أبرزهم شركة Ubisoft التي قامت بنقل مقرّها إلى أبوظبي، وشركة MY.GAMES الهولندية التي أعلنت عزمها تأسيس مقر إقليمي في العاصمة الإماراتية.