اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي عاصفة هائلة عندما أطلق « تيك توك» معالج «بولد غلامور» للصور، في وقت سابق من العام الجاري.

أعجب البعض بالتكنولوجيا التي بدأت بتعديل ملامح وجه المستخدمين في الصور ومقاطع الفيديو، ووصلت إلى نحت عظام الوجنتين وتنعيم البشرة وإضافة لمعة إلى العيون، كل ذلك بواقعية مقلقة.

لكن العديد أعربوا عن قلقهم بشأن الطريقة التي يمكن بها لمعالج الصور «فيلتر» أن يروج لمعايير جمال غير حقيقية.

في حين أن هناك قلقاً متزايداً بشأن الطريقة التي تؤثر بها التكنولوجيا على أفكارنا حول الجمال، يعتقد البعض أنها يمكن أن تغير أيضاً مواقفنا تجاه الجمال للأفضل.

طلبت «CNN» من الخبراء تحديد الابتكارات التي يمكن أن تؤثر إيجابياً.

وفقاً لمحللة الجمال في شركة «دبليو جي إس إن» لتوقع اتجاهات المستهلك، هانا ماوزر، فإن الأمر ليس سلبياً بالنسبة للذين نشؤوا على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتشير إلى وجود بعض الحملات الإيجابية على منصات مثل «تيك توك»، منها «إكني بوسيتيفيتي»، و«بودي هير بوسيتيفيتي» التي تشجع المستخدمين على احتضان البشرة التي هم عليها.

وقالت إن الجيل «زد» أدى دوراً رئيسياً في إزالة وصمة العار عن روايات الجمال التقليدية، ويتحدى الموضوعات التي كانت تعتبر سابقاً من المحرمات.

من جهتها، أوضحت مبتكرة الواقع المعزز ومعالج الصور، فلورنسيا سولاري، أنه «بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنا من الوصول إلى مجموعة متنوعة لما يمكن أن يبدو عليه الجمال».

وأضافت «يمكن أن تساعدنا معالجات (إنستغرام) في تجربة مظاهر مختلفة، لسنا مضطرين بشكل خاص إلى الكشف عن وجوهنا للعالم بأسره في جميع الأوقات، وهذا لا يعني دائماً انخفاض الثقة، بل يمكن أن يكون وسيلة للتجربة».

بدوره، قال سامبو باركينين، الرئيس التنفيذي لشركة «ريفيف إنك» لتكنولوجيا التجميل «إن العلامات التجارية يمكنها تسخير الواقع المعزز للسماح للعملاء بتجربة مستحضرات التجميل افتراضياً دون تجميل فعلي».

الاستعانة بالذكاء الاصطناعي

قالت أوليفيا هوتون، رئيسة قسم التجميل في وكالة «ذا فيوتشر لابراتوري»، إن المستهلكين يبحثون عن استخدامات أكثر شخصية للتكنولوجيا، على سبيل المثال هناك تطبيق «ترنديو» الذي يوفر تجربة تسوق مخصصة ومنسقة.

وقالت «يوفر هذا محتوى فيديو مباشراً ومسجلاً مسبقاً لمساعدة المستخدمين في اتخاذ قرارات بشأن المنتجات قبل الشراء»، ويعمل «ترنديو» على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي لتحرير مقاطع الفيديو تلقائياً وعرض محتوى خاص بالمستخدم.

يمكن للتكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن توفر أيضاً تجربة أكثر شمولاً، كما يقول سيمي ليندغرين المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «يوتي»، وهي منصة تسهل التسوق لمنتجات التجميل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

إمكانية الوصول

شهد هذا العام أسماء كبيرة في صناعة التجميل تطور تكنولوجيات لأصحاب الهمم.

أطلقت شركات «إيستي لودير» تطبيقاً مساعداً لمساحيق التجميل لهؤلاء الذين يعانون من إعاقات بصرية، يستخدم التطبيق تكنولوجيا المرآة الذكية لتحديد مسحوق التجميل على وجه المستخدم ويصف دليل صوتي الأماكن التي قد تتطلب عمليات اللمس.

في يناير كانون الثاني، كشفت «لوريال» عن أداة وضع مستحضرات التجميل المحمولة باليد، وهي مصممة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من محدودية الحركة أو الرعشات.

قال غيف بالوغ، رئيس التكنولوجيا والإبداع في «لوريال»، إنه «يأمل أن يعيد التقدم التكنولوجي في يوم من الأيام الأمل، ولا يعني انخفاض المهارات الحركية نتيجة لظروف مثل إصابة الحبل الشوكي أو مرض (باركنسون) أو التصلب المتعدد أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أن يكون عائقاً أمام استخدام مستحضرات التجميل».

إنشاء الصورة الرمزية

تنعكس أفكارنا عن الجمال في شخصيات ألعاب الفيديو التي يستخدمها الناس لتمثيل أنفسهم في البيئات الافتراضية.

قالت محللة التجميل ماوزر «إن العلامات التجارية تتطلع إلى زيادة شمولية الصور الرمزية في ألعاب الفيديو».

في عام 2022، دخلت علامة التجميل «دوف» في شراكة مع «ومين إن غيمز» و«إبيك غيمز»، واستوديو الألعاب الذي تقوده النساء لخلق تمثيل أكثر صحة وتنوعاً للنساء والفتيات في الألعاب.

أما سولاري فتتوقع أن الطريقة التي نمثل بها أنفسنا في الفضاء الرقمي مستقبلاً ستتحرك بعيداً عن مظهرنا في العالم الحقيقي.

(فلو كورنال – CNN)