الصحاري القاحلة والغابات المطيرة العملاقة والحياة البرية الخطرة، ليست سوى بعض العقبات التي يقول راسل كوك إنه سيواجهها وهو يحاول إكمال مهمته الصعبة المتمثلة في الركض على طول إفريقيا.

بدءاً من أقصى نقطة في جنوب القارة السمراء، يهدف البريطاني البالغ من العمر 26 عاماً إلى الوصول إلى أقصى نقطة في الشمال في تونس بحلول عيد الميلاد المجيد، أي ما يعادل سباق 360 ماراثوناً خلال 240 يوماً.

وبدعم من الأصدقاء، سيمر كوك عبر 16 دولة، فيما يُتوقع أن تكون رحلة استكشافية تتطلب مجهوداً بدنياً ومرهقة عقلياً ومليئة بالتحديات اللوجستية، حيث سيقوم كوك بجمع الأموال لكل من الجمعيتين الخيريتين «ذا رانينغ تشاريتي» و«ووتر آيد».

قال كوك لشبكة «CNN سبورت» في اليوم الثالث عشر من رحلته «في الواقع أنا لست خائفاً من هذه العقبات»، وأشار إلى أنه «لا داعي للقلق قبل حدوث أي شيء»، وأضاف «يمكننا التخطيط للوقاية والتخفيف من المخاطر طالما توجهنا في طريقنا»، وأوضح أنه لا شيء يقلق مضجعه وعليه التعامل مع كل يوم على حدة.

في أول أسبوعين من رحلته، ركض كوك أكثر من 50 كيلومتراً يومياً عبر جنوب إفريقيا، ووصل الآن إلى ناميبيا حيث سيواجه صحراء ناميب التي لا هوادة فيها.

إنه تحدٍّ يفوق خيال معظم الناس، لكن ليس كوك الذي حصل على لقب «أشد الرجال غرابة».

لقد اكتشف كوك شغفه بالركض وموهبته في وقتٍ لاحق من حياته، لكنه قام مسبقاً بتحقيق بعض الإنجازات الهائلة، إذ قطع المسافة من إسطنبول إلى لندن ركضاً على قدميه كما أكمل سباقاً وهو يجر سيارة.

صراع المراهقة

مثل العديد من الشباب، عانى كوك من مشاكل متعلقة بصحته العقلية عندما كان مراهقاً، إذ كان غير قادرٍ على إيجاد قيمة في الوظائف المتعددة التي كان يقوم بها لكسب لقمة العيش، ويقول كوك إنه شعر بأنه محاصر وعكف على قضاء وقته في عطلات نهاية الأسبوع بين الشرب مع الأصدقاء والمقامرة.

وفي إحدى هذه الليالي قرر كوك أن يغير حياته، وبدأ هذه المسيرة بركضه مسافة 12 ميلاً خلال ثلاث ساعات.

وفي خضم مسيرته الجديدة وفّر كوك ما يكفي من المال للسفر، كانت هذه خطوته التالية في رحلته لاكتشاف ذاته، وفي إدراكه لشغفه، وهى الخطوة التي ستقوده في النهاية إلى إنجازه الأخير «مشروع إفريقيا» الذي يصفه بأنه «أمر لم يقم به أحد من قبل».

التحديات والعوائق

واجه فريق كوك الصغير مشكلات عدّة عند تحضيرهم لهذا المشروع، بما في ذلك مشكلات التأشيرة وتأمين مركبة الدعم اللازمة، بالإضافة إلى التحديات الجسدية مثل بثور القدمين الناتجة عن الركض المستمر.

وقال كوك إنه غير قلق بشأن بعض العقبات، مثل غابات الكونغو المطيرة والصحاري الممتدة على طول الطريق، لكنه يعترف بقلقه بشأن تمويل هذا التحدي الذي يقوم به الآن، إذ يقول إنه متعثر في هذا الشق، وهو التمويل، ولا يزال يستخدم الأموال الممنوحة له من صديق مشترك له جنى أمواله من تجارة العملة المشفرة.

وعلى أمل الحصول على مزيد من الرعاية والدعم، يقوم كوك وفريقه بتوثيق رحلته على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد حصد أحدث فيديو أسبوعي له على «يوتيوب» أكثر من 50 ألف مشاهدة حتى الآن.

(بن شيرش – CNN)