تنتشر الرقائق الإلكترونية الذكية فائقة التطور، من الشركة الأميركية « إنفيديا»، في السوق السوداء في الصين، وخاصةً في سوق «هواشيانغبي» الشهير للإلكترونيات.
يأتي هذا الاتجاه بعد حظر الولايات المتحدة تصدير الرقائق الالكترونية للصين وخاصةً الأنواع فائقة التطور المدمجة بوحدات معالج الرسوميات مثل «H100» و«A100» التي تصنعها شركة «إنفيديا» ويستخدمها مطورو الإلكترونيات ووسائل الذكاء الاصطناعي.
اتجه الصينيون للسوق السوداء واضطروا لشراء هذه الرقائق في الخفاء بأسعار باهظة قد تصل إلى ضعف ثمنها الأصلي، إذ يصل سعر الواحدة لنحو 20 ألف دولار أميركي، وزاد الإقبال على شراء هذه الرقائق خاصةً مع ازدهار قطاع الذكاء الاصطناعي والصناعات المرتبطة به.
قال البائعون الصينيون إنهم حصلوا على الرقائق في المقام الأول بطريقتين، إما عن طريق انتزاع المخزون الفائض الذي يجد طريقه إلى السوق بعد أن تشحن «إنفيديا» كميات كبيرة إلى الشركات الأميركية الكبرى، أو عن طريق الاستيراد من خلال شركات مدمجة محلياً في أماكن مثل الهند وتايوان وسنغافورة.
هذا يعني أن الكميات التي يمكنهم تأمينها صغيرة، بعيداً عمّا هو مطلوب لبناء نموذج لغة كبير معقد للذكاء الاصطناعي من الصفر مثل «تشات جي بي تي» فقد يتطلب نموذج مشابه لـ«تشات جي بي تي» أكثر من 30 ألف من الرقائق الذكية «A100»، وفقاً لشركة الأبحاث ترند فورس، ولكن يمكن لعدد قليل منهم تشغيل مهام التعلم الآلي المعقدة وتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية.
ووفقاً لموقع شراء الإلكترونيات الذي أدرج نحو 40 بائعاً لرقائق «إنفيديا» «A100»، كان معظمهم في منطقة «هواشيانغبي» للإلكترونيات، ولكن يمكن أيضاً العثور على رقائق «A100s» على موقع «تاوباو» للتجارة الإلكترونية التابع لشركة «علي بابا»، على منصة «شياوهونغشو» الصينية التي تشبه «إنستغرام»، وكذلك على دوين شبيه «تيك توك».
حذر بعض البائعين من أن الاحتيال أصبح شائعاً إذ يتم بيع الرقائق المجددة المزيفة على أنها «A100s»، ويبدو أن رقائق «H100» الأكثر تقدماً من «إنفيديا»، المتوفرة في السوق فقط منذ شهر مارس آذار، أصعب بكثير من حيث التقليد وأيضاً الحصول عليها.