أعطت وزارة الزراعة الأميركية الضوء الأخضر لشركتَي «غود ميت» و«أبسايد فود» لإنتاج وبيع منتجات لحوم الدجاج المزروعة في الولايات المتحدة.
تُطَوَّر اللحوم المزروعة من خلايا الحيوانات بمساعدة بعض العناصر الغذائية مثل الأحماض الأمينية، وذلك في مُفاعلات حيوية ضخمة.
وعندما يصبح اللحم جاهزاً، تقوم الشركات بجمعه من المفاعلات الحيوية ونقله على طول خط المعالجة.
ما الذي تضيفه التقنية الجديدة؟
زراعة اللحوم تعني أنه يمكن للناس تناول اللحوم دون الحاجة إلى ذبح الحيوانات.
وتوضح «أبسايد فود» أن الخلايا تُجمع من بيضة دجاج مخصبة ثم تُخزّن في بنكها الخلوي، حيث يمكن الاستفادة منها لفترة قد تصل إلى عشر سنوات على الأقل، كما يمكن الحصول على الخلايا عن طريق سحب عينات من أنسجة الحيوانات.
اعتبارات بيئية
تربية الحيوانات مسؤولة عن قدر كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسهم في تغير المناخ.
وقال بروس فريدريش، رئيس ومؤسس «غود فود»، وهي مجموعة غير ربحية تروّج للبروتينات البديلة، إن زراعة اللحوم تحتاج طاقة كبيرة، لكن هذه الاحتياجات ستٌعوَّض عن طريق الحد من استخدام الأراضي والمياه، مضيفاً أن «الطاقة المتجددة هي الطريقة التي نحصد بها أقصى فائدة مناخية».
هل اللحوم المزروعة «نباتية»؟
الإجابة بالطبع لا، فعلى عكس اللحوم المُصنّعة من النباتات التي تقدمها شركات مثل «بيوند ميت» و«إمبوسيبل فودز»، لا تُعتبر اللحوم المزروعة «نباتية» إذ تقوم على خلايا حيوانية.
وأشار فريدريش إلى أن اللحوم المزروعة لا تتعرض لنوع الملوثات التي يمكن أن تصيب اللحوم المقطعة تقليدياً، ما يعني أن اللحوم المزروعة خالية من طفيليات مثل الإيكولاي والسالمونيلا؛ لذا قد يفضلها آكلو اللحوم الذين يساورهم القلق بشأن هذه الأنواع من المخاطر.
أما أولئك الذين يحاولون تقليل استهلاك اللحوم بشكل عام فلن يجدوا فيها ما يحتاجون.
هل لها طعم اللحم الطبيعي نفسه؟
«نعم»، وفقاً لمراسلة CNN السابقة جوليا هورويتز التي كاختبرت لحماً زرعته الشركة البريطانية «آيفي فارم تكنولوجيز»، إذ قالت إن كرات اللحم كانت «كثيفة بعض الشيء وليست تلك التي تتخيلها تذوب في فمك في المطاعم الإيطالية، ولكن نكهتها كانت كاملة ولذيذة».
وقال مراسل «سي إن إي تي» الذي كان قد جرَّب الدجاج المزروع في «أبسايد فودز» إن «طعمه مثل طعم الدجاج».
متى ستتوفر المنتجات في الولايات المتحدة؟
لم تحدد الشركتان موعداً لتاريخ توفر منتجاتهما، لكن لكل منهما خطة جاهزة لإخراج المنتجات إلى الجمهور، وقالت «غود ميت» إن الإنتاج بدأ على الفور بعد موافقة وزارة الزراعة الأميركية.
لكن لكل من الشركتين خططاً للشراكة مع مطاعم معيّنة لتوفير المنتجات.
كم كانت تكلفة تطويرها؟
قبل عقد من الزمن، كلّف تطوير أول برغر مختبرياً أكثر من 300 ألف دولار.
وكانت شركة «آيفي فارم» البريطانية قالت العام الماضي إنها قد تنتج منتجاً مشابهاً بأقل من 50 دولاراً، وعلى الرغم من أن هذا تحسن جذري، فإن هذا السعر يفوق سعر البرغر التقليدي بكثير.
لم تعلن «غود ميت» أسعاراً محددة، إلا أنها أشارت إلى أن الوصول إلى تكافؤ سعري يأخذ تكلفة السلع وتكلفة الإنتاج في الاعتبار يمثل تحدياً كبيراً.
لكن على الرغم من تكاليف الإنتاج، من غير المتوقع أن يكون أول معروض للحوم المزروعة في الأسواق باهظاً، إذ قال أندرو نويز، رئيس الاتصالات العالمية والشؤون العامة في شركة «إيت جاست»، الشركة الأم لـ«غود فود»، إن الشركة لا تجني أرباحاً من هذه المبيعات، بل على العكس قد تتكبد خسائر، وأضاف «نريد أن نطرحها أولاً، نريد أن يتذوقها الجمهور، ونأن يجربها الناس، ونريد من الناس إخبار أصدقائهم وعائلاتهم عنها».
وفي النهاية، ترغب الشركتان في بيع المنتجات للمستهلكين بسعر الدجاج التقليدي نفسه، أو حتى أرخص، ولكن يبدو أن هذا الأمر غير مستطاع في الوقت الحالي، إذ قالت «أبسايد فود» إنها لا تكشف عن تكلفة إنتاجها، لكنها أشارت إلى أن منتجها سيُباع بسعر أعلى مقارنة بالدجاج التقليدي.
(دانييل وينر برونر – CNN)