عادة ما كنا نختار منتجات الوقاية من الشمس بطريقة عشوائية، إما حسب السعر أو العلامة التجارية المفضلة لدينا، دون النظر إلى مكونات الكريمات التي تحمينا من أشعة الشمس الضارة خاصةً في فصل الصيف.
لكن مع تطور الوعي والاهتمام بصحة البشرة والأضرار الخطيرة التي قد تنتج عن استخدام منتج مضر أو أقل فاعلية، فقد بدأ الكثير من الأشخاص بالنظر في محتويات ومكونات أي منتج يُستخدم على البشرة، لا سيما مستحضرات الوقاية من الشمس.
واليوم، تمتلئ أرفف المتاجر بعشرات الخيارات، كل منها يعِد بأن يكون أفضل من الآخرين في حماية البشرة من أشعة الشمس الضارة.
ومع ذلك، تحتوي معظم خيارات واقيات الشمس على واحد أو أكثر من عشرات المواد الكيميائية التي قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنه يجب دراستها من قبل الشركات المصنعة قبل «اعتبارها بشكل عام آمنة وفعالة»، وفقاً لتحليل جديد.
قالت إميلي سبيلمان، مديرة برنامج «هيلثي ليفينج ساينس» لمجموعة العمل البيئية، وهي مجموعة غير هادفة للربح للدفاع عن المستهلكين، إنه بعد التحقيق في منتجات واقية من الشمس لمدة 17 عاماً، «وجدنا أن 25 في المئة فقط من واقيات الشمس في السوق توفر حماية جيدة على نطاق واسع بدون مكونات كيميائية مضرة».
وقد أُصدر مؤخراً تقرير هذا العام بعنوان «الدليل السنوي السابع عشر لمنظمة العمل البيئي عن واقيات الشمس الأكثر أماناً».
يحتوي التقرير على بعض الأخبار الجيدة للأفراد والكوكب؛ فقد وجد التقرير أن استخدام مادة الأوكسي بنزون وهي مانع الأشعة فوق البنفسجية، التي ارتبطت بأضرار بصحة الإنسان وتدمير الشعاب المرجانية، في تراجع.
وفي عام 2019، كانت الأوكسي بنزون مكوناً أساسياً في 60 في المئة من جميع منتجات الوقاية من الشمس التي تم اختبارها بواسطة منظمة العمل البيئي، وانخفضت النسبة في عام 2022 إلى 30 في المئة، ووجدوا أن المادة الكيميائية قد استخدمت في ستة في المئة فقط من المنتجات المختبرة، والتي تضمنت واقيات الشمس والمرطبات اليومية ومرطبات الشفاه التي تحتوي على واقٍ من الشمس.
أفضل واقٍ من الشمس حسب الاستخدام
اختبرت «منظمة العمل البيئي» في تقرير 2023 وصنفت أكثر من 1700 منتج من منتجات الحماية من أشعة الشمس من أجل سلامتها وفعاليتها، مع تجميع النتائج حسب الاستخدام، فبالنسبة للاستخدام الترفيهي وعلى الشواطئ فقد استوفى 229 نوعاً من واقيات الشمس معايير منظمة العمل البيئي، وفي فئة استخدامات الرضع والأطفال، استوفى 51 منتجاً المعايير، أما عن فئة الاستخدام اليومي فقد أُدرج 128 منتجاً ضمن استيفاء المعايير المحددة.
صُنِّفت المنتجات من واحد (الأفضل) إلى 10 (الأسوأ) طبقاً لأربع فئات رئيسية، هي الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة على حدة، والتوازن بين الاثنين واستقرار المكونات النشطة، بما في ذلك أي ميل للتحلل في ضوء الشمس أو التفاعل مع المكونات الأخرى لتصبح أقل فاعلية.
وبالإضافة إلى المواد الكيميائية، هناك نوعان من المكونات المعدنية التي قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنها آمنة وفاعلة ومدرجة في الدليل، وهما ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك، وقالت سبيلمان إنه في الماضي، كان لواقيات الشمس المعدنية سمعة سيئة لتركها أثراً أبيض طباشيرياً على الجلد، ومع ذلك فإن العديد من الخيارات الأحدث في السوق قد حلت هذه المشكلة.
وسعت منظمة العمل البيئي برنامج تعريف الجودة الخاص بها ليشمل واقيات الشمس هذا العام بعد أن كان مختصاً بمنتجات العناية الشخصية، ويمكن للمصنعين إضافة علامة الموافقة الخاصة بمنظمة العمل البيئي إذا كان واقي الشمس يوافق المعايير الصارمة الخاصة بالمنظمة.
وللحصول على علامة التوثيق الخاصة بمنظمة العمل البيئي، يجب على المنتج أن يكون صديقاً للبيئة بحيث يشكل أخطاراً ضئيلة فقط على الصحة والبيئة، ويجب إدراج كل المكونات على الملصق الخاص بالمنتج بما في ذلك المكونات الطفيفة والعطور، ويجب ألا يحتوي الكريم الواقي من الشمس على مكونات مقيدة من قبل الاتحاد الأوروبي وكندا، بالإضافة إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية ووكالة حماية البيئة الأميركية وبرنامج علم السموم الوطني الأميركي وقائمة كاليفورنيا 65 للمواد المسرطنة والسموم الإنجابية المعروفة.
ويجب ألا تستخدم واقيات الشمس التي تحمل علامة التوثيق من منظمة العمل البيئي ادعاءات تسويقية محظورة من قِبل إدارة الغذاء والدواء، مثل «مانع من الشمس» أو «مقاوم للعرق» أو «مقاوم للماء»، ولا يمكن أن يكون في صورة بخاخ أو مسحوق نظراً لخطر الاستنشاق.
واقي الشمس واسع المدى
يوجد نوعان من الأشعة فوق البنفسجية، طويلة المدى وقصيرة المدى، إذ ينطبق عامل الحماية من الشمس (SPF) أو عامل الحماية من الشمس فقط على الأشعة فوق البنفسجية قصيرة المدى، لذلك يجب إضافة مكونات أخرى لمنع أشعة الشمس فوق البنفسجة طويلة المدى، وفقط الواقي من الشمس المسمى «واسع المدى» سوف يحمي الجلد من كل من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة الحجم، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء.
أظهرت الأبحاث أن مادة أفوبينزون الكيميائية وأكسيد الزنك المعدني أفضل خيارين للحماية من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة، لكن مادة أفوبينزون هي واحدة من 12 مادة كيميائية تثير قلق إدارة الغذاء والدواء، لذا فإن اختيار منتج يحتوي على أكسيد الزنك قد يكون الخيار الأكثر أماناً، وفقاً لمنظمة العمل البيئي، كما أن الجلد لا يمتص واقيات الشمس المعدنية مثل أكسيد الزنك، إذ تعمل على انحراف أشعة الشمس وحجبها عن الجلد، على عكس الواقيات الشمسية ذات المكونات الكيميائية التي تمتص الأشعة فوق البنفسجية وتطلق الحرارة أثناء تحللها.
وميزة أخرى للمكونات المعدنية أنها لا تضر بالبيئة.
يختار بعض الأشخاص واقيات الشمس التي تحتوي على 100+ عامل حماية من الشمس، معتقدين أنها أكثر حماية، لكن لا توجد بيانات مؤكدة تظهر أن واقيات الشمس يمكن أن تحمي ما بعد مستوى 50+ إلى 60+ كعامل حماية من الشمس، كذلك يمكن أن يوفر تصنيف واقيات الشمس بمستويات أعلى للمستخدمين إحساساً زائفاً بالحماية من أشعة الشمس، حسبما قالت إدارة الغذاء والدواء.