اكتشفت بعثة مسبار «إنسايت» التابعة لوكالة « ناسا» أن كوكب المريخ أصبح يدور بسرعة أكبر من السابق، وهي ظاهرة لا يزال سببها مجهولاً وتحير العلماء.

وتوصل علماء الفلك إلى أن دوران الكوكب يتزايد بنحو 4 مللي ثانية في السنة، أي أن طول اليوم على كوكب المريخ يقصر بجزء من ميلي ثانية في السنة (اليوم المريخي أطول من اليوم الأرضي بنحو 40 دقيقة).

ويبدو أن التسارع المتزايد ضئيل للغاية، والباحثون ليسوا متأكدين بشكل كامل من سبب ذلك، وكيف يمكن أن يغير معرفتنا بالكوكب الأحمر والكواكب الأخرى مستقبلاً.

ومع ذلك، يقترح بعض العلماء أن السبب قد يكون جرّاء تراكم الجليد في قطبي المريخ أو ظهور كتل اليابسة بعد تغطيتها بالجليد، إذ إنه عندما تتغير كتلة كوكب بهذه الطريقة، يمكن أن يتسبب ذلك في تسارع دوران الكوكب.

كيف توصل العلماء لهذه النتيجة؟

استفاد مسبار «إنسايت» من الاعتماد على التطورات في تكنولوجيا الراديو، والهوائيات الضخمة الموضوعة في ثلاث نقاط استراتيجية على الأرض، والتي تنقل المعلومات من المهمات الفضائية.

ساعدت هذه الإشارات المنقولة الباحثين على تتبع تغيرات التردد الصغيرة الناتجة عن ظاهرة دوبلر، والتي ترتبط بدوران الكوكب، ما فتح باباً لاكتشاف تزايد سرعة دوران المريخ.

في غضون ذلك، لا يزال هذا الاكتشاف وسببه محلاً للدراسة، مع الأخذ في الاعتبار أن الشعور بالتغييرات نتيجة تزايد سرعة دوران الكوكب الضئيلة للغاية قد يستغرق سنوات طويلة.

وقال سيباستيان لو مايستر، كبير الباحثين في المرصد الملكي البلجيكي، في بيان نقلته شبكة «CNN»: «يستغرق الأمر وقتاً طويلاً جداً، ونحتاج إلى الكثير من البيانات قبل أن نتمكن حتى من رؤية هذه الاختلافات».