حققت الهند إنجازاً تاريخياً بوصولها إلى القطب الجنوبي من القمر في ثالث محاولاتها، بإرسال المركبة تشاندرايان-3، ما يجعلها أيضاً رابع دولة تحط على سطح القمر، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والصين.
فقد أتمت المركبة الهندية عملية الهبوط بنجاح، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من تحطم المركبة الروسية لونا-5 أثناء هبوطها على الجزء ذاته من القمر.
اسم المركبة «تشاندرايان-3» يعني بالسنسكريتية «مركبة القمر»، وكان على متنها مركبة الهبوط «فيكرام» التي التقطت عدة صور مقرّبة لسطح القمر، وذلك بعد أيام من دخول المركبة الفضائية مدار القمر في الخامس من أغسطس آب الجاري.
لم تتمكن أي من الدول التي سبق أن أرسلت بعثات استكشاف ناجحة إلى القمر في الوصول إلى قطبه الجنوبي، الذي يعتقد العلماء أنه يحتوي على جليد مائي من شأنه تشجيع خطط استعمار القمر من قِبل البشر، ما يصعّد من أهمية السباق للوصول إلى القمر بين دول عدة أبرزها روسيا والهند.
كانت روسيا قد أرسلت مهمة مماثلة بداية الشهر الجاري، هي الأولى لها منذ عام 1979، لكن مركبتها «لونا-25» سرعان ما تحطمت فور اقترابها من سطح القمر، وهو ما فسّره خبراء بوكالة الفضاء الروسية بحدوث مشكلات فنية أثناء عملية الهبوط.
مدة أطول لكن تكلفة أقل
تتميز رحلة «تشاندرايان-3» بقلة تكلفتها – 74 مليون دولار – مقارنة بمهام فضائية مماثلة، بما في ذلك المهمة «تشاندرايان-2» التي أطلقتها وكالة الفضاء الهندية عام 2019 بتكلفة قاربت 96 مليون دولار.
كذلك أشار مسؤولون هنود إلى أن تكلفة مهمة «تشاندرايان-3» أقل من تكلفة عدد من الأفلام السينمائية التي صوّرت استكشافات فضائية، بما في ذلك فيلما «Interstellar» و«Gravity».
وفي تصريحات لـ«CNN الاقتصادية»، قال الباحث الهندي في شؤون الفضاء، مانيش شارما، الذي عمل ضمن فريق إطلاق المهمة الهندية السابقة لاستكشاف الفضاء عام 2019، إن انخفاض تكلفة مهمة «تشاندرايان-3» يعود لانخفاض تكلفة استخدام المواد الخام التي يتم الحصول عليها من شركات هندية خاصة بالصناعات الفضائية بأسعار تفضيلية، إضافة لانخفاض أجور العاملين المحليين.
كذلك أشار شارما إلى قرار اتخذته منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) بالاستفادة من قوة الجاذبية للدفع بمركبتها الفضائية نحو القمر، ما أسهم في تخفيض كميات الوقود المستخدمة أثناء الرحلة، وهو ما كان السبب وراء طول مدة المهمة الهندية مقارنة بمنافساتها، إذ احتاجت المهمة الروسية إلى عشرة أيام فقط في حين استغرقت المهمة الهندية قرابة الأربعين يوماً قبل الاقتراب من سطح القمر.