بعد 6 أشهر، يعود الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، يوم الأحد، من أطول مهمة يقوم بها رائد فضاء عربي.

لكن رواد الفضاء لا يعودون مباشرة إلى الوطن وإلى منازلهم بعد نزولهم بسلام من الكبسولة التي تقلهم إلى الأرض، إذ ينتظرهم عدد من التحديات.

التحدي الأكثر إلحاحاً هو التكيف مع جاذبية الأرض من جديد بعد فترة طويلة من انعدام الوزن. تضعف عضلات وعظام رواد الفضاء، وقد يعانون من الدوخة والغثيان والصداع، وربما يواجهون كذلك صعوبة في المشي والوقوف بشكل مستقيم.

ولمساعدة رواد الفضاء على التكيف من جديد مع الجاذبية، عادة ما يُحتجزون على كرسي لعدة ساعات بعد الهبوط. كما يمكن إعطاؤهم دواء للمساعدة في علاج الغثيان والصداع.

وبالإضافة إلى الصعوبات الجسدية، يواجه رواد الفضاء أيضاً تحديات نفسية عند عودتهم إلى الأرض. فقد يعانون من الارتباك والقلق والاكتئاب فضلاً عن صعوبة التكيف مع محيطهم وعلاقاتهم الجديدة.

ولمساعدة رواد الفضاء على مواجهة هذه التحديات، عادة ما يتلقون المشورة والدعم من عائلاتهم وأصدقائهم. ويمكنهم أيضاً المشاركة في برامج إعادة التأهيل لمساعدتهم على استعادة صحتهم الجسدية والعقلية.

وفيما يلي بعض التغييرات الجسدية المحددة التي يمر بها رواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض، وفقا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا»:

  • فقدان العضلات: يمكن أن يفقد رواد الفضاء ما يصل إلى 20% من كتلة عضلاتهم خلال رحلة فضائية طويلة الأمد، وذلك لأن عضلاتهم لا تحتاج إلى العمل بجهد كبير في الجاذبية الصغرى.

  • فقدان العظام: يمكن أن يفقد رواد الفضاء ما بين 1% و2% من كثافة عظامهم شهرياً، وذلك لأن عظامهم لا تحتاج إلى دعم وزنهم في الجاذبية الصغرى.

  • تحولات السوائل: تتحرك السوائل الموجودة في أجسام رواد الفضاء في ظل الجاذبية الصغرى، ما يسبب مشكلات مثل تورم الوجه والساقين.

  • مشكلات في الرؤية: قد يواجه رواد الفضاء أيضاً مشكلات مثل عدم وضوح الرؤية والأجسام العائمة، ويُعتقد أن هذا يحدث بسبب التغيرات في ضغط السوائل في العين.

وقد تستغرق هذه التغييرات الجسدية عدة أشهر أو حتى سنوات للتعافي منها بالكامل، ومع ذلك، فإن مع مرور الوقت وإعادة التأهيل، يتمكن معظم رواد الفضاء من التعافي بشكل كامل والعودة إلى حياتهم الطبيعية وحتى إلى مغامراتهم في استكشاف الكون من جديد.