لم يعد غريباً استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب الحيوي وتطويره؛ فخوارزميات هذه التكنولوجيا تعمل على تذليل العقبات أمام الممارسات الطبية التقليدية وتحويلها إلى نمط نشط جديد يُبشر بعصر تكنولوجي متطور من الأنظمة التي تسهم في تعزيز استراتيجيات اكتشاف الأدوية، وتسهيل التجارب السريرية.
انعكس ذلك على اقتصاد هذه التكنولوجيا، إذ تجاوز اقتصاد الذكاء الاصطناعي في الطب الحيوي نحو 2.5 تريليون دولار في 2023، وذلك وفقاً لدراسة حديثة صادرة عن النظام البيئي العالمي للذكاء الاصطناعي، مدعومة من وكالة تحليلات قطاع الذكاء الاصطناعي، شملت 4700 شركة للتكنولوجيا الصحية، و2300 شركة للتكنولوجيا الحيوية، و6 آلاف مستثمر، إضافة إلى أكثر من 250 مركزاً للبحوث، و600 من قادة القطاع.
ومع وجود أكثر من 7 آلاف شركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي في قطاع الطب الحيوي، لم يعد دور الذكاء الاصطناعي مقتصراً على تقديم أداة صغيرة لدعم قطاع الرعاية الصحية كما كان حاله منذ خمس سنوات.
تطوير مجال الطب الحيوي
فاق التقارب بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الصحية نموه المالي، خاصة بعدما أصبح ركيزة أساسية في التكنولوجيا الحيوية التي تتضمن 9 قطاعات، وهي طول العمر وتحسين صحة الإنسان، والتكنولوجيا الطبية، وإنترنت الأشياء الطبية، وتكنولوجيا تطوير الأدوية، والتكنولوجيا الصحية، وتكنولوجيا التأمين على الرعاية الصحية، والتكنولوجيا الحيوية وإدارة الرعاية الصحية، والتكنولوجيا الحيوية الطبية، والتكنولوجيا الحيوية الصناعية.
وبفضل الذكاء الاصطناعي، نجح مجال الطب الحيوي في تطوير العقاقير، ودعم تكنولوجيا الغذاء وعلم الأورام ولقاحات السرطان، والتكنولوجيا الحيوية البيئية، إضافة إلى تطوير الأبحاث العلمية.
تتصدر الولايات المتحدة أبرز الدول المستثمرة في الذكاء الاصطناعي لدعم قطاع الطب الحيوي، تليها المملكة المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان.
ووفقاً للدراسة ذاتها، فقد أنتجت صناعة التكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية عدداً كبيراً من براءات الاختراع بلغت نحو 5585 براءة اختراع، خاصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي الرئيسية مثل أدوات التشخيص والتحليل الجيني والطب الشخصي واكتشاف الأدوية والتكنولوجيا الطبية المتقدمة.
كما توقعت الدراسة نمو اقتصاد الذكاء الاصطناعي في الطب الحيوي إلى نحو 6 تريليونات دولار بحلول 2027.
يشكل الطب الحيوي والتكنولوجيا الصحية قطاعاً حيوياً يسهم في ازدهار اقتصاد الذكاء الاصطناعي، إلى جانب التمويل والبنية التحتية التكنولوجية، وبشكل عام انعكس انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى المجلات على نسبة نموه الاقتصادية، إذ وصل إلى نحو 20 تريليون دولار في 2023، ويتوقع أن يبلغ 34 تريليون في 2027، حسب الدراسة.
كما بلغ اقتصاد الذكاء الاصطناعي في أميركا بكل مساهمته في القطاعات المختلفة نحو 10 تريليونات دولار، وفي دول الاتحاد الأوروبي بلغ ثلاثة تريليونات دولار، أما في الصين التي جاءت في المركز الثالث، فقد وصل إلى نحو 450 مليار دولار، مع توقعات باستمرار جني الأرباح، بالتزامن مع تطوير العديد من القطاعات، خاصة مجال الطب الحيوي.