استقبل رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يوم الاثنين رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، فور وصوله إلى كوكب الأرض عائداً من محطة الفضاء الدولية بعد ستة أشهر على بدء المهمة الفضائية الأطول في تاريخ رواد الفضاء العرب «كرو-6» في مارس آذار الماضي.

كما كان نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في استقبال النيادي.

قال الشيخ محمد بن زايد على حسابه الرسمي بموقع «إكس» عن عودة النيادي، «إن سلطان نموذج مشرف وملهم لشباب الإمارات والعرب، ورمز لطموح وطن لا تحده حدود، وبإذن الله بأمثاله من شبابنا ستظل رايتنا عالية وإنجازاتنا متواصلة».

.

من جهته، كتب الشيخ محمد بن راشد، على حسابه الرسمي بالموقع ذاته، إن وصول النيادي يمثل محطة رئيسية في مسيرة التطور العلمي للإمارات. كما تعهد بالاستمرار في إرسال المزيد من رواد الفضاء الشباب، إضافة إلى إطلاق المزيد من المشاريع العلمية والبحثية والاستكشافية في الفضاء أو في الأرض.

وقال الشيخ محمد «وصول سلطان النيادي يمثل محطة رئيسية في مسيرة التطور العلمي لدولة الإمارات … ويمثل أيضا نقطة مضيئة في رحلة الإمارات في الاستثمار في الإنسان التي بدأها المؤسسون ونكملها اليوم».

كما أضاف «مستمرون بإذن الله في إرسال المزيد من رواد الفضاء من شبابنا وشاباتنا، ومستمرون في إطلاق المزيد من المشاريع العلمية والبحثية والاستكشافية في الفضاء وفي الأرض، ومستمرون بإذن الله في الاستثمار في الإنسان.. وفي الإيمان والثقة والتمكين لأبنائنا وبناتنا».

.

والتقى النيادي فور وصوله عائلته، بعدما حقق إنجازاً تاريخياً كأول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء، بعد قضائه 6 ساعات ونصف الساعة في الفضاء الخارجي في أبريل نيسان الماضي، ما جعل الإمارات عاشر دولة في العالم يسير أبناؤها في الفضاء.

كما نجح بصحبة رائدَي فضاء أميركيين ورائد فضاء روسي في المهمة «كرو-6» بالمشاركة في 200 تجربة علمية في الفضاء، بالتعاون مع مؤسسات بحثية وعدد من الجامعات الإماراتية والدولية، بما في ذلك دراسات عن تأثير التواجد في الفضاء على صحة الإنسان، وتجارب مرتبطة بعلوم الغذاء والنبات والجينات.

وشارك النيادي زميله الأميركي ستيفن بوين لإصلاح أجزاء من محطة الفضاء الدولية، وعمل برفقته على تغيير وحدات خاصة بترددات الراديو، إضافة إلى دوره في التحضير لتركيب ألواح شمسية من شأنها أن تمدّ محطة الفضاء الدولية بالطاقة النظيفة.

يعود فريق « كرو-6» بعد أيام من وصول مهمة الفضاء «كرو-7» إلى محطة الفضاء الدولية في السابع والعشرين من أغسطس آب، والتي سيتولى أعضاؤها مسؤولية استكمال ما بدأه أعضاء المهمة المغادرة لستة أشهر أخرى.

هبطت مركبة «دراجون» في المحيط الأطلسي الساعة 8:17 صباحاً بتوقيت الإمارات، بعد دخولها الغلاف الجوي لكوكب الأرض وفتح مظلات الكبح الخاصة بالمركبة لإبطاء سرعة الهبوط، هذا بعد أن كان من المقرر هبوط المركبة صباح الأحد، وتأجيل عملية الهبوط إلى صباح الاثنين بسبب الأحوال الجوية.

وبحسب موقع محطة الفضاء الدولية فإن أصعب مراحل رحلة العودة كانت عند اختراق المركبة للغلاف الجوي للكرة الأرضية بسرعة تبلغ 28 ألف كيلو متر في الساعة، وفيها تصل إلى درجة حرارة جسم المركبة إلى حدها الأقصى بنحو 1900 درجة مئوية، وتكمن خطورة تلك المرحلة في انقطاع الاتصال بشكل كامل بين مركز الاتصال الأرضي والمركبة لمدة تقدر بست دقائق.