لم يكن عبدالله الريسي، المستشار الثقافي في ديوان الرئاسة الإماراتي ورئيس اللجنة المنظمة لاستضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف، الذي سيعقد الشهر المقبل في أبوظبي، يعلم أن القدر سينقله من مهنة وكيل محاضر في جامعة الإمارات إلى مهنة الأرشفة التي كان بعيداً عنها كل البعد.
ولكن عمله اليومي في هذا المجال جعله يستكشف الكم الهائل من الفرص التي تكتنزها مهنة التوثيق والأرشفة إذ إنها على حد قوله «عصب الحياة والحامي لذاكرة الوطن».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأضاف أن عملية الرجوع إلى الوثائق السابقة مهمة جداً بالنسبة لصناع القرار، وتسهّل عليهم اتخاذ القرارات الصائبة.
استشراف المستقبل بالذكاء الاصطناعي
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كشف الريسي لـ«CNN الاقتصادية» أن الأرشيف الوطني، وبالتعاون مع ثلاث جامعات أوروبية، بصدد تطوير نظام أرشفة خاص وقائم على الذكاء الاصطناعي لترجمة أو فهرسة الوثائق وتصنيفها، لافتاً إلى صعوبة تلك المهمة.
وشرح أن الذكاء الاصطناعي لا يؤرشف الوثائق، بل يصنّفها وفقاً لمعايير الأرشفة لتسهيل استرجاع والوصول إلى الوثيقة المطلوبة.
وأضاف أن تقنية حفظ الوثائق الورقية والإلكترونية المعرّضة للقرصنة يكتنفها الكثير من التحديات، لا سيما المرتبطة بالحفاظ على الأصول لفترة طويلة تصل لآلاف السنين.
ولفت إلى أن الأرشيف الوطني في الإمارات استبدل تقنيات التخزين بواسطة المايكرو فيلم بالشرائط المغناطيسية التي تحفظ الوثائق لأكثر من ألفي عام، وتجنب مخاطر التلف والكوارث الطبيعية.
وبالشراكة مع هيئة تنظيم الاتصالات، يحفظ الأرشيف الوثائق المنشأة إلكترونياً على السحابة الوطنية لضمان مستوى كافٍ من الحماية.
وأوضح أن الناس لا تدرك الدور المحوري الذي يلعبه الأرشيف الوطني في الإمارات لضمان أعلى درجات المهنية، وتبني أحدث التكنولوجيات لا سيما تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
استضافة الكونغرس الدولي للأرشفة
وقال الريسي إن الفوز الذي حققته الإمارات باستضافة الدورة 19 لكونغرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي خلال النصف الأول من شهر أكتوبر تشرين الأول يُعد تتويجاً للجهود المبذولة.
وأضاف أن المؤتمر سيناقش عدداً من المحاور مثل السلام والتسامح والتقنيات الناشئة في السجلات والحلول الإلكترونية والمعرفة المستدامة وتغيُّر المناخ.
وكشف عن مشاركة طلاب المدارس والجامعات في «هاكاثون الأرشفة» خلال هذه الدورة بهدف ترسيخ القيمة الحقيقية للمهنة وحث الشباب ليكونوا دعامة لها في المستقبل من خلال إيجاد تقنيات جديدة.
الأرشيف فرصة لتوظيف الشباب
وأكّد الريسي أن التحدي الأساسي الذي يوجه هذا القطاع هو إيجاد الموارد البشرية الكفؤة والمواهب اللازمة، ولفت إلى أن طبيعة عمل المؤرشف قد تغيّرت، مشيراً إلى أن هذا القطاع يشكل فرصة واعدة لتوظيف الشباب العربي.
وتماشياً مع بناء القدرات للشباب الإماراتي والعربي قال الريسي «استحدثنا مع جامعة السوربون في أبوظبي بكالوريوس وماجستير في الدراسات الأرشيفية، ونحن بصدد العمل على شهادة الدكتوراه، كما ابتعثنا طلاباً إلى الخارج لتعزيز القدرات في مجال المكتبات ونظم المعلومات، إذ يعاني هذا القطاع نقصاً حاداً في الموارد البشرية».