اتهمت ملكة الأردن، رانيا العبدالله، العالم الغربي باتباع ازدواجية في المعايير؛ بسبب فشلهم في إدانة مقتل المدنيين تحت القصف الإسرائيلي في غزة، «إذ تهدد حرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بزعزعة استقرار العلاقات بين الأميركيين والعرب»، بحسب ما قالته الملكة.
وفي حديثها مع كريستيان أمانبور على قناة CNN، قالت الملكة رانيا، «الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن، يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من رد فعل العالم على هذه الكارثة التي تتكشف، في الأسبوعين الماضيين شهدنا ازدواجية معايير واضحة في العالم».
وأضافت الملكة رانيا، «هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي توجد فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية والعالم لا يدعو حتى إلى وقف إطلاق النار، لذا فإن الصمت يصم الآذان، وبالنسبة للكثيرين في منطقتنا، فإنه يجعل العالم الغربي متواطئاً».
تزايد عدد القتلى في غزة
تشير أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين من الغارات الإسرائيلية يصل إلى أكثر من خمسة آلاف شخص، بما في ذلك أكثر من ألفي طفل، كما قُتل ما لا يقل عن 35 من موظفي الأمم المتحدة.
وتدعو الأمم المتحدة والعديد من وكالات الإغاثة بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار وحرية حركة المساعدات الإنسانية إلى السكان اليائسين بشكل متزايد.
وفي الوقت نفسه، يحذر الأطباء العاملون في المنطقة المعزولة من أن نقص الطاقة يهدد حياة مرضاهم الأكثر ضعفاً، بمن في ذلك الأطفال المصابون بجروح خطيرة والأطفال المبتسرون الذين يحتاجون إلى حاضنات.
وقالت الملكة رانيا، «كأم، رأينا أمهات فلسطينيات يضطررن إلى كتابة أسماء أطفالهن على أيديهن؛ لأن فرص تعرضهن للقصف حتى الموت، وتحول أجسادهن إلى جثث، مرتفعة للغاية.. أريد فقط أن أذكّر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن مثل أي أم أخرى في العالم».
إحباط متجدد تجاه الغرب
أعرب القادة العرب عن إحباطهم إزاء عدم رغبة الولايات المتحدة في محاولة كبح الحصار الإسرائيلي؛ وانسحبت الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية من قمة مقررة في الأردن مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي.
وأثار زعيما الأردن ومصر مخاوف من احتمال طرد ملايين الفلسطينيين في نهاية المطاف من غزة والضفة الغربية المحتلة إلى مصر والأردن على التوالي، قائلين إن مثل هذه الخطوة قد تغرق المنطقة في الحرب.
وحذَّر العاهل الأردني الملك عبدالله الأسبوع الماضي من أن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر سيكون «خطاً أحمر»، وقال إن الأردن ومصر لن يقبلا اللاجئين من غزة.
وأضاف أن «أي اقتراح بأن تستقبل الدولتان سكان غزة الفارين هو خطة لمحاولة خلق قضايا أمر واقع على الأرض»، ما يشير إلى أنه قد لا يُسمح للاجئين بالعودة إلى ديارهم.
على الجانب الآخر، ظلت واشنطن، الحليفة الوثيقة لإسرائيل، ثابتة في دعمها للانتقام من غزة من قبل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ودحضت الدعوات لوقف إطلاق النار.
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لشبكة CNN، يوم الاثنين، «في الواقع، لا نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لوقف إطلاق النار، ومن حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها».
(سناء نور حق، كلير كالزونيتي، CNN)