في سعي للحد من تأثير التغير المناخي على الحيوانات البرية، يلجأ بعض العلماء للاستفادة من التقنيات الحديثة لا سيما شبكة الأجهزة المتقدمة التي يُطلق عليها اسم إنترنت الحيوان.
يُشار باسم إنترنت الحيوان إلى شبكة من أجهزة الاستشعار والتتبع المرتبطة بالأقمار الصناعية والمثبّتة على أجسام آلاف الحيوانات حول العالم، خاصة البرية منها المعرضة لمخاطر الانقراض تحت وطأة أزمة المناخ التي تزداد حدّتها عاماً بعد عام، فضلاً عن الممارسات التي تنعكس سلباً على الحيوانات، مثل إزالة الغابات وتوسع المدن على حساب المساحات الطبيعية.
فبحسب الأرقام، تقلصت أعداد أكثر من 5,230 فصيلة من الحيوانات بنسبة 69 في المئة خلال الخمسين عاماً بين 1970 و2018.
وسجلت تجمّعات الحيوانات في أميركا اللاتينية النسب الأكبر بقرابة 94 في المئة، تلتها القارة الإفريقية بنسبة انخفاض بلغت 66 في المئة، في حين جاءت أميركا الشمالية في المرتبة الثالثة بنسبة وصلت إلى 20 في المئة.
كيف تعمل تقنيات إنترنت الحيوان؟
بفضل شرائح ذكية صغيرة الحجم يتم تثبيتها على أجسام الحيوانات المختلفة، يمكن للعلماء تحديد أماكنها، وتتبّع درجات حرارتها، وحالة الطقس في محيطها، وحالتها الصحية، وعاداتها الغذائية، إضافة إلى اتجاهات هجرتها.
ومن خلال البيانات التي توفرها هذه الشرائح المزوّدة بأجهزة نظام تحديد المواقع المرتبطة بالأقمار الصناعية والتي يتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي، يتمكن العلماء من التنبؤ بمختلف المخاطر التي قد تتعرض لها سلالات الحيوانات المختلفة، وبالتالي مساعدتهم على التدخل لإنقاذها قبل فوات الأوان.
تقنية مستدامة
ولجعل هذه التقنيات الحديثة مستدامة، طور الخبراء شرائح تعمل بالطاقة الشمسية، وتُزود ببطاريات خاصة تسمح بحفظ الطاقة التي يتم توليدها خلال النهار، لتتم الاستفادة منها أثناء غياب الشمس.
كذلك يمكن استخدام إنترنت الحيوان لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة التي تنتجها الماشية في المزارع، وذلك عبر رصد صحتها قبل إصابتها بالأمراض التي تؤثر على صحتها التنفسية وبالتالي مستويات إنتاجها للغازات الضارة.