كشف مصدر بداخل شركة ميتا تجاهل الرؤساء التنفيذيين بالشركة أضرار منصة التواصل الاجتماعي التابعة لها (إنستغرام) على المراهقين، وذلك عقب تلقي ابنته رسائل تحمل مضموناً إباحياً من غرباء.
وأشار رئيس قسم الهندسة السابق لدى ميتا، أرتورو بيجار، إلى أن ثقافة الشركة تعمل على تجاهل العديد من الأضرار، وفي الوقت نفسه تعمل على فرض معايير مَصوغة بدقة على المستخدمين للتقليل من أهمية المشكلة.
وترك بيجار العمل لدى أحد أكبر لاعبي قطاع التكنولوجيا عام 2015، لكنه عاد مرةً أخرى للعمل كمستشار لقضايا رفاهية المستخدم عام 2019، وذلك على أعقاب الحادث الذي تعرضت له ابنته على الرغم من مواجهته عوائق مؤسسية.
وقدم بيجار -الذي يعد أحدث العاملين السابقين في ميتا يوجه مزاعم ضدها- شهادته أمام الكونغرس الأميركي يوم الثلاثاء، كما أوضح في شهادته ضد الشركة أن الإدارة التنفيذية تغضُّ الطرف عن عدد من المشكلات التي لا تستطيع سياساتها وتقنياتها معالجتها بثمنٍ بخسٍ أو تتخلص منها بسهولة.
وتأتي الشهادة عقب عامين تقريباً من تقديم موظفة سابقة بالشركة تُدعى فرانسيس هوغن، كانت عضواً في مجلس وسائل التواصل الاجتماعي، وثائق داخلية تفيد علم المنصة أن خدمتها قد تضر بالأطفال.
رسائل تحرش
تحمس بيجار لإجراء الدراسة عقب تلقي ابنته التي تبلغ من العمر 14 عاماً رسائل من غرباء على منصة التواصل الاجتماعي (إنستغرام)، والتي أظهرت أن 25 في المئة من الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 13 و15 عاماً يتلقين رسائل تحمل تجاوزات غير لائقة لأعمارهن من غرباء.
وتجاهل مارك زوكرببرغ الرئيس التنفيذي للشركة التحذيرات بشأن الأضرار التي تسببها منصات التواصل الاجتماعي التابعة لميتا للمراهقين لمدة سنوات، فضلاً عن تجاهل نتائج البحث الذي أجراه بيجار وفريقه في خريف عام 2021، والذي أظهر أن المنصة تسبب العديد من الأضرار للفتيات المراهقات بالأخص.
ووسط زيادة الانتقادات للمنصة طرحت ميتا نحو 30 أداة للرقابة الأبوية تشمل تحديد من يتحدث لأطفالهم إلى جانب التحكم في مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم على منصات التواصل الاجتماعي سواء إنستغرام أو فيسبوك.
رد ميتا
ومن جانبه أوضح المتحدث الرسمي لشركة ميتا أندي ستون في بيان أن الشركة تمتلك فريقاً كاملاً مختصاً في الحفاظ على أمان الشباب عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي أسهمت في إضافة المنصة ميزات مثل إشعارات المحتوى المجهول الذي يحتمل أن يكون ضاراً بخلاف التحذيرات التعليقات.
ولفت ستون إلى أن ميتا لا تزال تُجري استطلاعات رأي لتحسين تجربة المستخدم، كما تعمل على تطوير عدد من الأدوات التي قدمتها خصيصاً للمراهقين، مثل ميزة كتم الصوت للمستخدمين الآخرين، التي تُعد إحدى نتائج استطلاعات الرأي التي تُجريها الشركة باستمرار.
وأشارت ميتا مراراً إلى أن حوافزها تتماشى مع المستخدمين فيما يخص قضايا السلامة، وأنها تعلم مدى احتياج المستخدمين لعدم رؤية المحتوى الضار، كما أخبر بيجار المشرعين يوم الثلاثاء أن تجارب المستخدمين ستتحسن بشكل كبير إذا طُلب من زوكربيرغ الكشف عن بيانات الاستطلاع إلى جانب التجارب السيئة التي يُبلغ عنها المستخدمين ذاتياً على منصات الشركة.
المشرعون يطالبون برأس ميتا
هاجم المشرعون الذين لم تفاجئهم المزاعم بأي حال من الأحوال، يوم الثلاثاء، عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، كما دعوا إلى تمرير سريع لتشريع يسهم في كبح جماح ميتا ومثيلاتها من شركات التكنولوجيا.
وأفاد السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونتيكيت ريتشارد بلومنتال بأن ميتا أخفت عن لجنة الكونغرس أدلة على الأضرار التي كانوا يعرفون أنها ذات مصداقية، كما انتقد نظيره الجمهوري من ولاية ميسوري جوش هاولي شركات التكنولوجيا الكبرى لإنفاقها «مبالغ ضخمة» من المال للتحايل على التشريعات القانونية.
انتعاشة في أرباح الشركة
وعلى الرغم من الدعاوى القضائية التي تواجهها الشركة، فإنها أعلنت ارتفاع أرباحها بنحو 23 في المئة، لتتجاوز 34 مليار دولار متجاوزة التوقعات عند 33.5 مليار دولار مقابل 11.5 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي خلال الربع المالي الثالث من العام الجاري.
(برايان فانغ وسامانثا كيلي -CNN)