كشفت الممرضة الأميركية إميلي كالاهان الواقع الأليم الذي تسببت به حرب غزة على سكان القطاع، قائلة إن 50 ألف نازح في مخيم يتوفر لهم أربعة مراحيض فقط، ومياه لمدة ساعتين فقط كل 12 ساعة.
أُجليت كالاهان، وهي مديرة أنشطة التمريض لدى منظمة أطباء بلا حدود، قبل أسبوع من غزة لتعود إلى الولايات المتحدة.
وفي حديثها مع مقدم البرامج أندرسون كوبر، استحضرت كالاهان مشاهد مما رأته رأي العين في غزة.
وقالت كالاهان إنه عند مغادرتها كان هناك نحو 35 ألف شخص يعيشون بجوارها في بيئة تندر فيها المياه.
كما أشارت إلى أن المخيمات تحتضن أطفالاً يعانون من حروق جسيمة على أجسادهم، وأضافت «بسبب تكدس المستشفيات يُخرجون سريعاً».
وقالت «كان هناك أطفال مصابون بحروق شديدة في وجوههم وأعناقهم وفي جميع أنحاء أطرافهم».
كانت وزارة الصحة في قطاع غزة قالت في آخر حصيلة لها إن ما لا يقل عن عشرة آلاف و328 فلسطينياً، بينهم 4237 طفلاً، قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ اندلاع الحرب الحالية التي بدأت بالهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضافت الممرضة الأميركية أن غزة تعاني من نقص شديد في الموارد الغذائية والماء، مشيرة إلى صعوبة الحصول على الغذاء وزجاجات المياه، وقالت «كنا سنموت من الجوع أو بسبب نقص المياه».
وعزت نجاتها مع زملائها من الموت إلى الفريق الطبي الفلسطيني، الذي كان يبحث لهم عن المياه والطعام بين معارفهم في القطاع، وأضافت «لا أبالغ بقولي إننا كنا سنموت جوعاً لولاهم».
وقالت إن الممرضين الفلسطينيين لم يقبلوا بالإجلاء، موضحة أن «الإجابة الوحيدة التي حصلت عليها منهم هي أن هذا مجتمعنا، هذه عائلتنا، هؤلاء أصدقاؤنا إذا كانوا سيقتلوننا، سنموت ونحن ننقذ أكبر عدد ممكن من الناس، وقلت إذا كان بإمكاني الحصول على ذرة من قلوبكم، فسوف أموت شخصاً سعيداً».
يتعرض قطاع غزة لقصف الإسرائيلي المكثف منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، إذ تعتبره إسرائيل جبهة الصراع الدائر بينها وبين حركة حماس التي كانت شنت هجمة الشهر الماضي تضمنت إطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن 70 في المئة من سكان قطاع غزة باتوا مشردين، ويعيش الكثير منهم في ظروف «غير آدمية»، وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن غزة أصبحت «مقبرة للأطفال».