تتزايد المنافسة في سوق الألعاب الإلكترونية، خاصة في الشرق الأوسط، وتظهر الإمارات من بين أكبر المنافسين في هذا القطاع، فكيف يمكنها دخول المنافسة وما خططها للنجاح في ذلك؟

أعلنت إمارة دبي مؤخراً عن خطتها لتصبح بين أفضل عشر مدن في صناعة الألعاب الإلكترونية العالمية مع خلق 30 ألف فرصة عمل جديدة على مدار السنوات العشر المقبلة.

وقال بافيل كاسبروفيتش، المدير في بوسطن كونسلتيج غروب، لشبكة «CNN الاقتصادية»، «أعتقد أنه من الجيد أن لدى دبي هذه الاستراتيجية، بالإضافة إلى مبادرات أبوظبي»، مشيراً إلى مركز أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية.

وقال ولي عهد دبي، الشيخ حمدان بن محمد، «أطلقنا برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033 بهدف جعل دبي ضمن أفضل عشرة مراكز عالمية لقطاع الألعاب الإلكترونية بحلول 2033، وتعزيز مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لدبي لنحو مليار دولار سنوياً».

.

ويرى بافيل، العضو الرئيسي في الممارسات الخاصة بقطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات، أن الإمارات قد تحتاج إلى عدد من الخطوات اللازمة لتحقيق الريادة في سوق الألعاب الإلكترونية، قائلاً «يبدأ الأمر ببساطة بالتأكد من حصولك على أحدث الألعاب، وأن لديك قنوات كافية للأشخاص للاستمتاع بهذه الألعاب ولعبها حقاً».

وأوضح بافيل أن إقامة الأحداث المرتبطة بالألعاب الإلكترونية أمر مهم لضمان مشاركة الجمهور ونموه، مضيفاً «وبالطبع تحتاج إلى التأكد من أن لديك كل شيء في مكانه الصحيح لتسهيل وجود شركات الألعاب العالمية هذه في المنطقة».

سوق الألعاب الإلكترونية في الإمارات والشرق الأوسط

تمثل السعودية ومصر والإمارات، مقارنة ببقية الدول قلب جمهور الألعاب في الشرق الأوسط، إذ حققت الدول الثلاث إيرادات قدرها 1.76 مليار دولار في عام 2021، وتتوقع وزارة الاقتصاد الإماراتية أن ترتفع إلى 3.14 مليار دولار في عام 2025.

هذه الدول الثلاث مجتمعة لديها نحو 65.32 مليون لاعب في عام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع هذا إلى 85.76 مليون لاعب في عام 2025.

وتكشف لنا البيانات أنه على الرغم من عدد اللاعبين المنخفض في دولة الإمارات مقارنة بمصر، فإنها تتفوق عليها من حيث حجم إجمالي الإيرادات التي يحصل عليها اللاعبون.

وتوقع تقرير مستقبل التجارة 2023 الصادر عن مركز دبي للسلع المتعددة أن تتضاعف عائدات الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى ستة مليارات دولار عام 2027، وأرجع ذلك إلى تنامي الاهتمام بالتقنيات الرقمية، وتطور البنية التحتية الرقمية.

وخلال الفترة الماضية، أدخلت السعودية والإمارات سياسات لتشجيع صناعة الألعاب المحلية، ودعم شركات الألعاب العالمية، واستضافة بطولات الرياضات الإلكترونية الكبرى.

ويقول بافيل، «في السعودية على سبيل المثال، حيث إن غالبية السكان هم في الواقع أقل من 35 عاماً، لذا فهم يريدون حقاً ممارسة الألعاب وإنفاق المال وقضاء الوقت في اللعب، ويمكن أن يوفر هذا النمو المستقبلي لسوق الألعاب الإلكترونية العالمية بشكل عام».

توقعات قطاع الألعاب الإلكترونية في الإمارات

تحتل الإمارات العربية المرتبة 35 في قائمة أكبر أسواق الألعاب الإلكترونية في العالم، إذ حققت إيرادات بلغت 344 مليون دولار في عام 2020، منها 200 مليون دولار من ألعاب الهاتف المحمول و143 مليون دولار من ألعاب الكمبيوتر وأجهزة ألعاب الفيديو، حسب وزارة الاقتصاد الإماراتية.

ويقدر حجم جمهور الألعاب الإلكترونية في الإمارات بنحو ثلاثة أرباع سكان الدولة، ما يعزز توقعات نمو السوق في ظل تزايد الاهتمام والاستثمار في الألعاب الإلكترونية المحلية.

وبحسب توقعات تقرير ستاتيستا إنسايتس، قد تصل إيرادات سوق الألعاب الإلكترونية في الإمارات إلى نحو 392.2 مليون دولار بحلول 2023، ثم إلى نحو 492 مليون دولار بحلول 2027.

فضلاً عن ذلك، من المتوقع أن تحافظ السوق على معدل نمو سنوي ثابت قدره 5.88 في المئة في الفترة من عام 2023 إلى عام 2027، مع زيادة عدد المستخدمين في سوق ألعاب الفيديو إلى 1.7 مليون مستخدم بحلول 2027.

وقال بافيل، «أعتقد حقاً أن منطقة الشرق الأوسط لديها كل ما يلزم للقيام بذلك؛ لأن الجزء الأكثر أهمية هو أن لديهم مجتمعاً شغوفاً حقاً بهذا القطاع بالاستناد إلى جميع المبادرات التي نراها، بما في ذلك مبادرة دبي الأخيرة، تلك الاستراتيجيات التي ترى فيها الالتزامات، ونحن نرى الالتزام بمساعدة السكان المحليين حقاً، لتحقيق شغفهم بالألعاب وتنمية القطاع معاً».