عاد سام ألتمان مرة أخرى لشركة أوبن إيه آي، لكن ما القصة الكاملة؟ وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل الشركة التي تعرضت لضغوط عديدة الفترة الأخيرة مع تزايد المنافسة مع شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى؟

أعلنت شركة أوبن إيه آي المطورة لشات جي بي تي مساء الثلاثاء عودة سام ألتمان لمنصبه رئيساً تنفيذياً بعدما أقالته في نهاية الأسبوع الماضي، ويبدو أن المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي لها دور أساسي فيما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال رولاند أبي نجم، مستشار في أمن المعلومات والتحول الرقمي، «المنافسة بين برامج الذكاء الاصطناعي هي سبب ما حدث في أوبن إيه آي، سواء منافسة مباشرة من بارد (الذي صممته غوغل)، أو غروك الذي طوره إيلون ماسك عبر شركة إكس إيه آي».

وأضاف أبي نجم في تصريحاته لشبكة «CNN الاقتصادية»، أن ما حدث مع سام ألتمان ثم عودته، يثبت أنه الرجل الأقوى بشركة أوبن إيه آي، قائلاً «ضعفت شركة أوبن إيه آي مؤخراً، لكن عودة ألتمان بدعم كامل من مايكروسوفت قد تؤدي إلى توسع الشركة بشكل كبير».

ما تفاصيل قصة ألتمان مع أوبن إيه آي وسر عودته من جديد؟

تعرضت أوبن إيه آي في الفترة الأخيرة لخلافات داخلية كبيرة بين مجلس إدارة الشركة ورئيسها التنفيذي سام ألتمان، ما تسبب في نهاية المطاف في قرار مجلس الإدارة إقالة ألتمان، بحسب ما ذكره أبي نجم.

ولكن يبدو أن قرار الإقالة لم يواجه دعماً سواء من موظفي الشركة أو حتى من داعميها، وعلى رأسهم مايكروسوفت التي تستثمر في أوبن إيه آي ما يتجاوز عشرة مليارات دولار.

وبالفعل عاد سام ألتمان من جديد لمنصبه في أوبن إيه آي، بعدما هدد جميع موظفي أوبن إيه آي البالغ عددهم أكثر من 700 موظف يوم الاثنين بالمغادرة ما لم يتنحَّ مجلس الإدارة، ويعيد ألتمان إلى منصبه، وفقاً لرسالة اطلعت عليها وكالة رويترز.

كما وافقت الشركة من حيث المبدأ على إعادة تشكيل مجلس الإدارة الذي أقال ألتمان، وقالت أوبن إيه آي إن بريت تايلور، الرئيس التنفيذي المشارك السابق لشركة (سيلز فورس)، ولاري سامرز، وزير الخزانة الأميركي السابق، سينضمان إلى مجلس الإدارة الجديد.

دور مايكروسوفت المحوري في عودة سام ألتمان

شرح لنا خبير أمن المعلومات، رولاند أبي نجم، في مقابلة مع شبكة «CNN الاقتصادية»، أن ما حدث أظهر دور مايكروسوفت المحوري في عودة سام ألتمان، من خلال الضغط على كبار المستثمرين في أوبن إيه آي لتغيير مجلس الإدارة.

وقال أبي نجم «رأينا أوبن إيه آي تأخذ قرارات سريعة في أعقاب إقالة سام ألتمان، مثل تعيين رئيس تنفيذي جديد لتجنب حدوث اختراقات للشركة؛ ما دفع مايكروسوفت لإعلان تعيينها سام ألتمان، وضم غريغ بروكمان»، أحد الشركاء المؤسسين لأوبن إيه آي الذي استقال بعد الإطاحة بألتمان.

وفي نهاية المطاف، نجحت ضغوط مايكروسوفت، وبالفعل عاد سام ألتمان بشروطه، مع مجلس إدارة جديد، بحسب ما قاله أبي نجم.

أوبن إيه آي أمام منافسة شرسة في سوق الذكاء الاصطناعي

بعد استقرار الأوضاع في أوبن إيه آي، ستجد الشركة برئيسها التنفيذي ومجلس الإدارة الجديدة نفسها أمام منافسة شرسة، لإثبات قدرتها على تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وقال أبي نجم «نستخدم الآن الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل شات جي بي تي، وبارد، لكن كل الشركات أصبحت تتنافس على نوع أخطر وهو الذكاء الاصطناعي العام».

وأوضح أبي نجم، أن ما يفرق بين النوعين هو أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يخلق محتوى جديداً سواء نص أو صوت أو صورة من محتوى موجود بالفعل، في حين يعتمد الذكاء الاصطناعي العام على تفكيك شفرة التفكير البشري عن طريق تحليل البيانات، ومن ثَمَّ خلق شيء غير موجود مثل المشاعر.

منافسة الذكاء الاصطناعي.. هل تطول الشرق الأوسط؟

على الرغم من المنافسة العالمية بين شركات مثل مايكروسوفت وغوغل وإكس المملوكة لإيلون ماسك، فقد يبدو أن هذه المنافسة في الشرق الأوسط لم تبدأ بعد.

وقال أبي نجم «في الشرق الأوسط نحن مستهلكون لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حتى الآن ولسنا منتجين، إذ نعمل على استخدام البرامج التي تطورها بالفعل الشركات العالمية».

ومع ذلك، بدأت بعض دول الشرق الأوسط بقيادة السعودية والإمارات في الفترة الأخيرة التركيز على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإلقاء الضوء عليها في عدد من الفاعليات، ما يعزز الآمال بإمكانية دخولها المنافسة في وقت قريب.