حضر الملك تشارلز، ملك المملكة المتحدة، حفل افتتاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في نسختها الثامنة والعشرين ( كوب 28) في الإمارات العربية المتحدة، وألقى تشارلز الكلمة الافتتاحية في القمة العالمية التي تجمع زعماء العالم، في أول خطاب له حول أزمة المناخ منذ أن أصبح ملكاً.
أشار الملك إلى قلقه العميق بسبب ابتعاد العالم عن المسار الصحيح، إذ قال «بعد كل تلك العقود، وعلى الرغم من كل الاهتمام، ازداد حجم ثاني أكسيد الكربون 30 في المئة، وازداد الميثان 40 في المئة تقريباً»، وتمنى الملك في كلمته أن يصبح «كوب 28» نقطة تحول باتجاه تغيير حقيقي.
كان الملك رفض حضور قمة العام الماضي، بناءً على طلب ليز تراس رئيسة الوزراء حينها إذ ذكرت داونينج ستريت -مقر رئاسة الوزراء- أن الفعالية لم تكن مناسبة لظهوره بعد فترة قصيرة من توليه منصبه، على الرغم من إشارة بعض التقارير إلى خيبة أمله لعدم الذهاب، إذ يشغل العمل المناخي والقضايا البيئية خلد الملك البريطاني منذ ستينيات القرن الماضي.
هذا العام، حصل تشارلز على الضوء الأخضر من رئيس الوزراء بعد تلقيه دعوة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كان الملك تشارلز، الأمير تشارلز حينها، ألقى الكلمة الافتتاحية للقمة العالمية لمناخ (كوب 26) حين استضافتها المملكة المتحدة، في نوفمبر تشرين الثاني عام 2021، في غلاسكو.
وفي الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 26)، عملت المملكة المتحدة مع جميع الدول للتوصل إلى اتفاق حول كيفية معالجة تغير المناخ.
وتُحسب خطوة الاتفاق بشأن الشفافية بخصوص الإبلاغ عن الانبعاثات والتمويل وإجراءات التكيف في كل بلد فوزاً كبيراً لمؤتمر غلاسكو، إذ تمكن الشفافية القادة من قياس حجم الأزمة وبالتالي البحث في حلول.
بصمة الملك الكربونية
لطالما تحدث تشارلز، قبل تتويجه ملكاً، عن أهمية القضايا البيئية، وضرورة التصدي لمخاطر تغير المناخ، وحماية الحياة البرية، كما اهتم بتقليص بصمته الكربونية الشخصية إذ أعاد تدوير مياه الاستحمام الخاصة به في قصر كلارنس، وخفّض تدفئة حمام السباحة الخاص به، وشغّل سيارته أستون مارتن بالوقود المستدام لتعمل بالإيثانول الحيوي المصنوع من الجبن والنبيذ، كما قام أيضاً بتركيب الألواح الشمسية في قصر كلارنس.
خلال الشتاء الماضي، وهو أول فصل شتاء يمر بعد تتويج تشارلز ملكاً على المملكة المتحدة، أظهرت الحسابات الملكية إيقاف التدفئة في قصر باكنغهام وغيره من المنازل الملكية لخفض الانبعاثات، ما عكس اهتمام الملك تشارلز.
وقضى الضيوف والموظفون والعائلة المالكة الشتاء داخل القصر الملكي في ظل درجات حرارة تصل إلى 19 درجة مئوية خلال فصل الشتاء، وانخفضت درجات الحرارة بشكل أكبر في الغرف الفارغة.
يتسبب قصر باكنغهام في 1369 طناً من انبعاثات الكربون سنوياً، ويعمل القصر على مجموعة من خطط توفير تطمح إلى تقليص الانبعاثات إلى 815 طناً سنوياً، بحسب تصريحات القصر الملكي.
انبعاثات المملكة المتحدة
زادت انبعاثات الغازات الدفيئة في المملكة المتحدة على أساس الإقامة بنسبة 2 في المئة بين عامي 2021 و2022، بعد أن كانت زادت بنسبة 3 في المئة في عام 2021 بعد جائحة فيروس كورونا الذي كان ذا أثر خاص على تقليل الانبعاثات بسبب ظروف الحجر الصحي عام 2020، وفقاً لمكتب الإحصاء البريطاني.
وكانت انبعاثات المملكة المتحدة بلغت 512 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2022، أي أقل بنسبة 7 في المئة من مستوى ما قبل جائحة فيروس كورونا البالغ 550 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2019.
كما شهد قطاع النقل أكبر زيادة في الانبعاثات في المملكة المتحدة، بزيادة 34 في المئة في عام 2022 مقارنة بعام 2022.
خطوات على الطريق الصحيح
وفي سبتمبر أيلول الماضي، تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالمضي قدماً في مسار واقعي للوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، إذ حددت المملكة المتحدة الهدف الأكثر طموحاً لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 68 في المئة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990، ولم يجرؤ أي اقتصاد سواها على أن يطمح في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 77 في المئة لعام 2035.
ووفقاً لبيان صحفي صدر عن الحكومة البريطانية، أحرزت المملكة المتحدة تقدماً على مدى العقود الماضية في خفض الانبعاثات بشكل أسرع من أي دولة أخرى في مجموعة السبع، حيث خفضت المملكة المتحدة بالفعل الانبعاثات بنسبة 48 في المئة، مقارنة بـ41 في المئة في ألمانيا، و23 في المئة في فرنسا، وصفر في المئة في الولايات المتحدة.