في الوقت الذي تسعى فيه السعودية لتطوير وجذب مراكز البيانات في كافة أرجائها، ومع استضافتها لقمة مراكز البيانات والبنية التحتية السحابية، تبرز مخاوف من أن تؤدي هذه المراكز إلى زيادة كبيرة في البصمة الكربونية عالمياً.. فما الحل لخفض تلك الانبعاثات؟

يقول إياد العامري -الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في شركة تصنيع مراكز البيانات وتوليد الطاقة داتا فولت- إن هناك جبهتين يجب التطرق إليهما من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، وهما الكفاءة التشغيلية والطاقة المتجددة.

فمن ناحية الكفاءة، ينبغي على الجهات المختصة إيجاد حلول تبريد وطاقة فعالة وتصميم مناسب يمكن أن يقلل من كمية الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات.

أما بالنسبة للطاقة المتجددة، فيجب التحول إلى الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو حتى الانتقال إلى الهيدروجين أو البطاريات، ويضيف العامري أن هذا ليس بالأمر المستحيل، بحيث تعمل السعودية اليوم على تزويد مدن كاملة بالطاقة المتجددة مثل مشروع البحر الأحمر.

وتعمل داتا فولت على بناء الجيل الجديد من مراكز البيانات المستدامة وفق رؤيتها المستقبلية.

ويتوافق رأي مدير النظم الفنية في شركة باندويت زكريا بافياس مع رأي العامري، بحيث يعتبر أن طرق تحسين الانبعاثات التي تتسبب فيها مراكز البيانات والتحكم فيها تكون في مرحلة التصميم واختيار المعدات المناسبة من حيث تكنولوجيا المعلومات لتجنب الحجم الزائد، نظراً لوجود ميل لدى الناس ليكونوا على الجانب الآمن.

كما يجب أن يتم اختيار الموقع المناسب على مقربة من مراكز الطاقة المتجددة، وتصميم التبريد بشكل كفؤ لتقليل الطاقة الإضافية المطلوبة لتبريد مركز البيانات.

أسباب زيادة انبعاثات مراكز البيانات

تستهلك مراكز البيانات 2.5 إلى 3 في المئة من الطاقة الإنتاجية في العالم، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة مع الوقت بحسب العامري.

وأضاف أن زيادة البيانات ونموّ مراكز البيانات من خلال الانتقال إلى شبكات 4G و5G والتطبيقات الأخرى للبيانات، وحالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتنامي استخدامات الذكاء الاصطناعي عبر المؤسسات المختلفة، وأيضاً تنامي ما يعرف بالسحابة والسحابة العامة والسحابة الخاصة، سيزيد من الحاجة إلى مراكز بيانات إضافية كما سيزداد الطلب على الطاقة في مراكز بيانات الخلية، ما من شأنه أن يرتفع من ثلاثة كيلوواط في الساعة إلى 40 أو 50 كيلوواطاً.

ويضيف بافياس أنه عند القيام بزيادة استهلاك الطاقة في مركز البيانات، فهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة متطلبات التبريد للحفاظ على الظروف البيئية المناسبة، ما يؤدي إلى توليد كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.