خصصت النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ كوب 28، المنعقدة هذا العام في إكسبو دبي، يوماً كاملاً لتسليط الضوء على قضايا التغير المناخي والصحة.

وفي حديثها مع «CNN الاقتصادية» شبهت مديرة قسم البيئة وتغير المناخ والصحة في منظمة الصحة العالمية، ماريا نيرا، يوم الصحة في كوب 28 باليوم التاريخي، قائلة «إنه يوم تاريخي، ونحن سعداء للغاية أنه أخيراً بعد كوب 27، بات لدينا يوم للصحة، وهذا أمر مهم للغاية، وهو الأول من نوعه على الإطلاق».

ولأن تغير المناخ يؤثر سلبياً على صحة الإنسان، أوضحت نيرا أن هذا التأثير يأتي بسبب الأحداث الجوية القاسية أو من خلال نقص الغذاء والماء أو موجات الحر أو زيادة انتشار الأمراض المعدية والأمراض المزمنة، وحتى الصحة النفسية التي أصبحت معرضة للخطر.

وأردفت أن «كل هذا يخلق سبباً لمثل هذا التأثير السلبي المدمر على صحتنا، لدرجة أنه كان من المهم جداً أن نأتي إلى هنا للتأكد من أن الجميع سيفهمون ويدركون أن الصحة ستمنحنا الشعور بمدى إلحاح هذه المسألة، وهو ما نحتاج إليه خلال مؤتمرات كوب».

حول الخطوات التي تتخذها منظمة الصحة العالمية لتسريع وتيرة العمل المناخي، أفادت نيرا أن طرح ملف الصحة على طاولة النقاش، سيسهم في زيادة الوعي لدى المفوضين بالحاجة إلى الدعم المادي لإعداد الأنظمة الصحية بشكل أفضل؛ من أجل التعامل مع عواقب تغير المناخ والكوارث الطبيعية، مثل انتشار الأمراض المنتقلة عبر الحشرات، مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا.

وعبر المناقشات أيضاً، أعربت عن آمالها في تسريع التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، والتخلص من الوقود الأحفوري المسؤول عن تلوث الهواء الذي بدوره يتسبب في مقتل أكثر من سبعة ملايين شخص حول العالم سنوياً.

هل العالم مستعد لمواجهة جائحة جديدة؟

على الرغم من انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة حول العالم وتداعياتها الخطيرة على حياة الإنسان، فإن جائحة كوفيد-19 شكلت تحدياً كبيراً شدد على الحاجة للاستعداد الجيد لمواجهة انتشار أي فيروس جديد، لهذا أوضحت نيرا أن هناك مفاوضات بين الدول الأعضاء بشأن معاهدة الجائحة التالية، التي تأمل المنظمة أن تكون مستعدة ومجهزة لها بشكل أفضل عبر استجابة جماعية.

كما شددت على عمل منظمة الصحة العالمية على ضمان وجود أنظمة المراقبة الوبائية، والقدرة على اكتشاف الفيروسات والبكتيريا، وتدريب الدول على الاستجابة لهذه الأوضاع بأفضل طريقة ممكنة.

وحول اكتظاظ المستشفيات الصينية بمرضى الجهاز التنفسي، أوضحت أن المنظمة تتابع الأمر عن كثب، موضحة أن ما تتلقاه يتعلق بالمناعة الطبيعية، مرجحة أن السبب يعود إلى الإجراءات التي اُتخذت أثناء الجائحة، ما فاقم من حدة أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال.

واختتمت حديثها قائلة «نحن نواصل بالتأكيد المراقبة والاتصالات وتحديد التوجهات المرتبطة بذلك».