قال بيتري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، على هامش فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الأطراف ( كوب 28)، إنه لا يرى العالم يسير في مسار الالتزام بمستوى الـ1.5 درجة، مضيفاً أننا ما زلنا نستطيع تحقيق الالتزام، لكن بشرط تخلينا عن استخدام الوقود الأحفوري خلال العقد الحالي.

كانت المنظمة قالت في تقرير عن حالة الغازات الدفيئة في نوفمبر تشرين الثاني «وصلت الغازات الدفيئة الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي إلى مستوى قياسي جديد في العام الماضي، ولا توجد نهاية في الأفق لهذا الاتجاه التصاعدي»، موضحة أن المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون كان أعلى بنسبة 50 في المئة في عام 2022 عليه في عصر ما قبل الصناعة، واستمر في التزايد في 2023.

كما زادت تركيزات الميثان، وشهدت مستويات أكسيد النيتروز أعلى زيادة على أساس سنوي على الإطلاق من عام 2021 إلى عام 2022، وفقاً للمنظمة.

وحتى الآن، ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية على مستويات عصر ما قبل الصناعة، وصُنف عام 2023 كأشد الأعوام حرارة مرَّ على الكوكب، وترتب على ذلك عدد من الظواهر المناخية المتطرفة، وهو ما علَّق عليه تالاس قائلاً «كسرنا أيضاً الأرقام القياسية لمقدار الغازات الدفيئة الأساسية مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، كما شهدنا ارتفاع مستوى البحر بمعدلات قياسية، إذ تضاعفت الزيادة خلال العشرين عاماً الماضية ورأينا تسارعاً في انصهار الجليد».

كان زعماء العالم تعهدوا، في اتفاقية باريس عام 1995، ببذل الجهود لضمان عدم تخطي زيادة درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية على عصر ما قبل الصناعة، وقال تالاس إنه لا يرى ذلك يحدث.

كل ما تريد معرفته عن مؤتمر المناخ كوب 28

وتقول الأمم المتحدة إن السير على النهج الحالي قد يُبلغنا مستوى ارتفاع لدرجة الحرارة بين 2.5 و2.9 درجة مئوية، وعقّب تالاس على ذلك بأنه في تلك الحالة سيُعرض استمرار الجنس البشري على الأرض إلى الخطر، وأنه من الممكن الوصول إلى تلك المستويات بنهاية القرن إذا لم يحدث تغيير في المسار.

وقال تالاس لـ«CNN الاقتصادية» إن الالتزام باتفاقية باريس ما زال ممكناً إذا توقفنا عن استخدام الوقود الأحفوري خلال هذا العقد، مضيفاً «هذا ممكن عملياً، بالنظر إلى الإمكانيات التي نملكها الآن، إذ نشهد -على سبيل المثال- هبوط أسعار اللوحات الشمسية، كما أن هناك العديد من مصنعي السيارات ينوون التوقف عن إنتاج السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري».

وأكد أن تقليل تأثيرات تغير المناخ يلزمنا بالتوقف عن استخدام الفحم، والتوقف عن استخدام مشتقات النفط في وسائل المواصلات، والغاز الطبيعي، ويجب علينا التوقف أيضاً عن إزالة الغابات المطيرة في الأمازون ووسط إفريقيا وآسيا.

في مقابل ذلك، ترى الدول المنتجة للنفط أن الاستغناء عن الوقود الأحفوري هو استغناء عن عماد الصناعة والتطور البشري لأكثر من 150 عاماً، وتقول إنه عوضاً عن وقف الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري تماماً، فمن الممكن معادلة الانبعاثات عن طريق تقنيات احتجاز وتخزين الكربون، مع زيادة الاعتماد التدريجي على الطاقة النظيفة.

وترى تلك الدول أن هذه الحلول سيكون لها أثر إيجابي على الظروف المناخية من ناحية، وستسمح باستمرار إنتاج النفط والغاز والفحم من ناحية أخرى، بحيث لا تؤثر على إيرادات الدول المُصدرة، أو على كمية الطاقة التي تستهلكها الدول المتأخرة في مجال الطاقة النظيفة.

وكبديل للوقود الأحفوري، أوصى تالاس في ختام المقابلة باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروكهربائية والطاقة النووية، فضلاً عن استخدام السيارات الكهربائية ووسائل مواصلات صديقة للبيئة.

خلال مؤتمر الأطراف العالمي هذا العام، تضع المنظمة العالمية أولوية قصوى لتأمين كل دول العالم بنُظم التنبؤ بالكوارث الطبيعية قبل حدوثها بحلول عام 2027، وتعزيز قدرة البلدان على تحليل الظروف المناخية، ووضع إطار للرصد العالمي المستدام والمنسق دولياً لمراقبة الغازات الدفيئة فيما يعرف بـ«ساعة الغازات الدفيئة»، وتقديم المساعدة المالية والتقنية طويلة الأجل لتدعم أقل البلدان نمواً في توفير بيانات رصد الطقس والمناخ، واعتماد تدابير للتخفيف من تأثير تغير المناخ على توافر المياه.

(شاركت في التغطية ريم الشامي)