حذّر بيل غيتس -مؤسس شركة مايكروسوفت- أثناء كلمته في يوم الصحة بمؤتمر الأطراف كوب 28 المنعقد في إكسبو دبي بالإمارات من خطورة التغير المناخي الذي يمكن أن يتسبب في وفاة أكثر من خمسة ملايين شخص حول العالم خلال عقدين، في حالة انتشار المزيد من الأمراض التي تهدد الصحة بسبب أزمة المناخ.
جاء ذلك في افتتاح يوم الصحة الأول من نوعه، ضمن فعاليات اليوم الرابع لمؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ كوب 28، إذ أوضح أنه من المثير أن يخصص هكذا مؤتمر يوماً للصحة، فالعمل المناخي يعني بتحسين جودة حياة الإنسان، خاصة في ظل الجهود العالمية للحد من الأمراض والمجاعات، وتقليص عدد الوفيات.
وأوضح غيتس أن درجات الحرارة المرتفعة أسهمت بشكل مباشر في انتشار الأمراض، واستشهد بانتشار البعوض كمثال على ذلك، إضافة إلى تأثير الفيضانات السلبي على الصحة العامة وانتشار أنواع مختلفة من الأمراض التي تؤثر في الأشخاص الذين يزرعون في الهواء الطلق على وجه الخصوص، قائلاً «إن التغير المناخي سيكون مسؤولاً بهذه الطريقة عن أكثر من خمسة ملايين حالة وفاة حول العالم خلال العقدين المقبلين».
وقال غيتس إن هناك تقدماً ملحوظاً في مجال تمويل اللقاحات والصحة العالمية، لكن على الرغم من ذلك، فإن تمويل فيروس نقص المناعة على سبيل المثال أنقذ حياة أكثر من 20 مليون شخص بنسبة تقل بنحو 5 ملايين شخص عن المعدل المنشود.
وأضاف أنه إذا استمرت هذه الوتيرة في مجال تمويل الصحة العالمية، مع محدودية ميزانية المساعدات، وارتفاع المطالب عليها، فإن العالم قد يفقد نحو 20 مليون شخص خلال عشرين سنة فقط؛ بسبب مرض السل على سبيل المثال.
كيف يمكن تجنب ذلك؟
لتجنب أزمة الصحة العالمية هذه، أشار غيتس إلى أهمية القطاع الزراعي على وجه الخصوص، لتوفير الأمن الغذائي ما ينعكس إيجابياً على الصحة العامة خاصة على الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال والنساء، إذ يمكن الحفاظ على حياة الأطفال الذين لا يعانون من سوء التغذية بصورة أفضل، لتجنب مصرعهم بسبب أمراض مثل الملاريا أو الالتهاب الرئوي.
وأوضح أن الأمر نجح بالفعل في خفض عدد وفيات الأطفال إلى النصف الآن، مضيفاً «كوب 28 اتخذ قرارات منذ اليوم الأول لانطلاقه تخص قطاع الصحة العامة، كما أن لدينا التزامات بشأن النظم الغذائية والابتكار الزراعي، ما يضمن التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة، فالزراعة والمناخ مرتبطان ببعضهما البعض».
عن خطورة الملاريا، قال غيتس إن الفيضانات التي حدثت في باكستان كانت سبباً رئيسياً في وفاة الآلاف هناك بمرض الملاريا، لذلك يجب أن يتمتع العالم بتطلعات طموحة للقضاء على هذا المرض وغيره من الأوبئة الأخرى التي تسهم الابتكارات الجديدة التي يعكف عليها العلماء في القضاء عليها، ومعرفة الميزانية المالية المناسبة للتصدي لها.
واختتم حديثه قائلاً إن العالم يمكن أن يستفيد من الثورة الخضراء، والخطوات التي اتبعها لتقليص عدد وفيات الأطفال إلى النصف، لمواجهة أزمة المناخ الحالية، ودعم الاستثمار في هذا المجال، وبالتالي الحفاظ على وتيرة العمل المناخي الناجح.
جهود بيل غيتس في قطاع الصحة
يهتم غيتس بشكل خاص بقطاع الرعاية الصحية، إذ قدّم من خلال مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، تبرعات عدة لدعم الصحة العالمية.
فقد تلقى التحالف العالمي لتطوير أدوية السل من المؤسسة الخيرية نحو 25 مليون دولار، لدعم تطوير الأدوية، وتوفير الموارد اللازمة لإثبات فعالية الدواء في التجارب السريرية.
كما تلقت منظمة إنقاذ الطفولة (سايف ذا شيلدرن) غير الربحية نحو 50 مليون دولار، على مدى خمس سنوات للمساعدة في إنقاذ حياة الأطفال حديثي الولادة في جميع أنحاء العالم، علماً بأن هذه المنحة ستدعم مبادرة عالمية لإنقاذ حياة المواليد الجدد لزيادة الوصول إلى التكنولوجيات منخفضة التكلفة للحد من معدل الوفيات السنوية للمواليد الجدد، والتي تقدر بنحو 5.4 مليون طفل.
ودعمت المؤسسة معهد أبحاث الأمراض المعدية بنحو 15 مليون دولار؛ بهدف تطوير لقاح للوقاية من داء الليشمانيات الجلدي في جنوب آسيا والشرق الأوسط، وهو المرض المسؤول عن وفاة ما يقرب من نصف مليون شخص سنوياً، بينما يزداد عدد المصابين سنوياً بنحو 15 مليون حالة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وحرصت المؤسسة أيضاً على تقديم الدعم لمشروع أدوية الملاريا بنحو 25 مليون دولار؛ لتعزيز اكتشاف وتطوير الأدوية، بينما حصل معهد ألبرت بي سابين للقاحات على دعم يقدر بنحو 18 مليون دولار، لتطوير لقاحات الدودة الشصية، وهو المرض الذي يصيب الأمعاء ما يهدد الجهازين الهضمي والتنفسي، ويتسبب في فقر الدم وسوء التغذية.