لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ، يُخصَّص يوم للصحة ضمن فعاليات كوب 28 المنعقد في إكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة، ليسلط الضوء على تأثيرات المناخ السلبية على الصحة العامة في العالم.

افتتح رئيس مؤتمر كوب 28، سلطان الجابر، يوم الصحة بكلمة أكد فيها تأثير التغير المناخي على الصحة العامة في العالم، معلناً عن تلقي المؤتمر التزامات وتعهدات من 120 دولة حول العالم مستعدة للتوقيع على إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن الصحة.

منتدى بلوغ الميل الأخير

شهد يوم الصحة في كوب 28، الإعلان عن تخصيص إجمالي 777 مليون دولار للأمراض الاستوائية المهملة، وإجمالي 900 مليون دولار للعاملين في مجال صحة المجتمع، ضمن فعاليات منتدى بلوغ الميل الأخير.

وقالت وزيرة شؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، في كلمتها بالمنتدى إن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سيخصص 100 مليون دولار، لدعم عمل صندوق بلوغ الميل الأخير، ليكفي 39 دولة إفريقية.

بدوره، كشف بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت والناشط في مجال العمل المناخي، عن دعمه الصندوق بنحو 100 مليون دولار أيضاً.

إعلان الصحة والمناخ

وافقت 74 دولة إلى جانب 40 منظمة دولية على إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن الإغاثة المناخية والتعافي والسلام، لمعالجة الفجوة المالية الحادة في البيئات الضعيفة والهشة، وأعلنت عن تخصيص أكثر من 1.2 مليار دولار للعمل المناخي في هذه المجتمعات.

يتضمن إعلان الصحة والمناخ التزاماً جماعياً بزيادة الاستثمار والإجراءات لتحسين القدرة على الصمود في الدول والمجتمعات المتضررة من النزاعات أو الأزمات الإنسانية.

ميثاق استباق الكوارث

وقعت 35 دولة ومنظمة على ميثاق استباق الكوارث؛ بهدف إدارة المخاطر المرتبطة بالكوارث المناخية، وحماية الفئات الأكثر احتياجاً إلى الدعم.

ووفقاً لما أعلنه المؤتمر في بيان رسمي، فقد شهد يوم الصحة في (كوب 28) مشاركة 100 وزارة للصحة من كل أرجاء العالم، في أول اجتماع وزاري من نوعه في مؤتمرات الأطراف، إذ حرصوا على التركيز على الرابط الوثيق بين الصحة والمخاطر المناخية الحالية والمستقبلية، بينما ناقشوا إمكانية التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والمشكلات الصحية الناجمة عن تلوث الهواء.

التغير المناخي والصحة

يسهم تغير المناخ بشكل مباشر في حالات الطوارئ الإنسانية الناجمة عن موجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف الاستوائية والأعاصير، وهي تتزايد من حيث الحجم والتكرار والشدة، وفقاً لما أوردته منظمة الصحة العالمية.

وكشفت المنظمة أن 3.6 مليار شخص يعيشون بالفعل في مناطق شديدة التعرض لتغير المناخ، ومن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية سنوياً خلال الفترة بين عامي 2030 و2050؛ بسبب نقص التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري وحده.

كوب 28.. كل ما تريد معرفته عن مؤتمر المناخ

كما تقدر تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة بما يتراوح بين 2 و4 مليارات دولار سنوياً بحلول عام 2030.

وفي يوم الصحة في كوب 28، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن تلوث الهواء يهدد حياة أكثر من سبعة ملايين شخص حول العالم سنوياً، كما يسهم الوقود الأحفوري في انتشار الأمراض المزمنة مثل أمراض الملاريا والكوليرا وحمى الضنك.

بدوره، قال المدير العام لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، ماجد السويدي، إن تغير المناخ يؤثر في الجميع، لكن بطريقة غير متساوية، إذ تؤثر الظواهر الجوية المتطرفة على البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات والنزاعات بنسبة أكبر من غيرها، قد تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بما يشهده باقي العالم.

وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فإن 80 في المئة من هذه الفئات لا تحصل إلا على جزء ضئيل من تمويل المناخ مقارنة بهؤلاء ممن يعيشون في الدول غير الهشة.

في حديث سابق لها على هامش كوب 28 مع «CNN الاقتصادية»، قالت مديرة قسم البيئة وتغير المناخ والصحة في منظمة الصحة العالمية، ماريا نيرا، إن هناك مفاوضات بين الدول الأعضاء بشأن معاهدة الجائحة التالية، التي تأمل المنظمة أن تكون مستعدة ومجهّزة لها بشكل أفضل عبر استجابة جماعية.

كما شددت على عمل منظمة الصحة العالمية على ضمان وجود أنظمة المراقبة الوبائية، والقدرة على اكتشاف الفيروسات والبكتيريا، وتدريب الدول على الاستجابة لهذه الأوضاع بأفضل طريقة ممكنة.

وفي كلمته أثناء يوم الصحة في كوب 28، حذّر غيتس من خطورة التغير المناخي الذي يمكن أن يتسبب في وفاة أكثر من خمسة ملايين شخص حول العالم خلال عقدين، في حالة انتشار المزيد من الأمراض التي تهدد الصحة بسبب أزمة المناخ، موضحاً أن درجات الحرارة المرتفعة أسهمت بشكل مباشر في انتشار الأمراض.

ويواصل كوب 28 فعالياته التي بدأها منذ 30 نوفمبر تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر كانون الأول، وسط العديد من التحديات المناخية التي يشهدها العالم، خاصة خلال 2023 الذي شهد الكثير من الكوارث الطبيعية من حرائق للغابات، وذوبان للجليد، ما يهدد بعض المدن العربية والعالمية بالغرق، فضلاً عن الفيضانات والزلازل، وتفاقم ارتفاع درجات الحرارة، ما عزز من انتشار الحشرات الناقلة للأمراض، مع انخفاض نسب الدعم المادي للفئات المحتاجة إليه.