بالتزامن مع مؤتمر الأطراف بشأن المناخ (كوب 28)، أجرت «CNN الاقتصادية» مقابلة مع مدير إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) السناتور بيل نيلسون، رد خلالها على الانتقادات الموجهة لقطاع الفضاء فيما يتعلق بالانبعاثات، قائلاً إن وكالة ناسا تسهم بمركباتها الفضائية في رصد ما يحدث لكوكب الأرض وتتبع انبعاثات غاز الميثان.

وتتعالى الأصوات التي تقول إن الصواريخ التي يتم إطلاقها صوب الفضاء تُصدر انبعاثات هائلة تلوث الكوكب، ما يثير علامات استفهام حول حقيقة اهتمام وكالة ناسا بخفض الانبعاثات الكربونية.

وبحسب دراسة أعلن عنها المنتدى الاقتصادي العالمي، يمكن أن يؤدي إطلاق 1000 مركبة فضائية سنوياً إلى خلق طبقة من جزيئات الكربون الأسود يمكن أن تتسبب في ذوبان 5 في المئة أو أكثر من الجليد البحري في القطب الجنوبي.

وقال نيلسون إن هناك سؤالاً يُطرح دائماً، وهو ما إذا كان الأمر يستحق أن نذهب إلى الفضاء إذا كانت صواريخنا تعمل بالدفع الكيميائي، ويجيب نيلسون أن وكالة ناسا ليست وكالة للفضاء فحسب، فهي تُعنى بالمناخ أيضاً ولها أدوات في الفضاء بإمكانها كشف ما يحدث في كوكب الأرض وما يتعرض له الكوكب. ويضيف أن هناك نحو 25 مركبة فضائية في وكالة ناسا وأدوات على محطة الفضاء الدولية تقيس تغيرات مناخ الأرض، ولولا وجود تلك المركبات، لما استطاع العالم معرفة ما يحدث على الكوكب.

واستعرض نيلسون مثالاً قائلاً إن الهدف من مهمة أطلقتها تحت مسمى (إيميت) كان تحديد تأثير الغبار المعدني كالعواصف الرملية على المناخ، لكنها أيضاً تستطيع اليوم تحديد موقع انبعاثات غاز الميثان بدقة عالية، وبالتالي أصبح لدى العلم القدرة على تتبع انبعاثات غاز الميثان التي لم نعرف عنها شيئاً من قبل، والتي حتى المصدر المتسبب فيها الميثان لم يكن على علم بها، وبذلك أصبح بالإمكان إيجاد حلول للحد من انبعاثات غاز الميثان.

ويعتبر الميثان، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون، من أعظم أسباب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

ومن المهمات التي تقوم بها الوكالة أيضاً من أجل المناخ مهمة (سوت)، حيث يقوم الفريق بإطلاع الوكالة على منسوب المياه في البحيرات والجداول والخزانات لفهم التغيرات التي تطرأ على المحيطات.

وبناء على ذلك يعتبر مدير وكالة ناسا أن الوكالة تلعب دوراً مهماً جداً في مؤتمر الأطراف كوب 28، لأنه إذا لم تكن هذه المعلومات متوفرة من خلال مهمات وأبحاث ناسا، لما أدركنا فداحة المشكلة وما يجب علينا فعله حيالها لعكس ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وماذا عن المهمات الخاصة إلى الفضاء؟

يخالف نيلسون رأي بعض الناشطين الذين يعتبرون أن رحلات الفضاء الخاصة دون جدوى، إذ يرى أن هذا العلم الإضافي يسهم بمعلومات وملاحظات جديدة.

وقال نيلسون خلال المقابلة التي جرت عبر تطبيق زووم، إن هذه المهمات الخاصة تسمح لرواد الفضاء من دول مثل الهند، على سبيل المثال، بإرسال روادها في مهمات، وأشار إلى إرسال رائدَي فضاء سعوديين وكذلك رائدَي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي.

وفي هذا الإطار، أضاف نيلسون أنه معجب جداً بما تبذله الإمارات من جهود، حيث أرسلت الدولة الخليجية مركبة فضائية تدور في مدار المريخ الآن على بعد مئات الملايين من الأميال، وهذا إنجاز كبير، كما أنه متحمّس جداً للتعاون بين الإمارات والولايات المتحدة في مشروعات علمية مختلفة وتحليق الأطقم معاً في الفضاء.