كان للمعلم الروحي الهندي العالمي، سادغورو جاغي فاسوديف، حضور كبير في مؤتمر الأطراف كوب 28 بدولة الإمارات، فبالإضافة إلى كونه يوغياً عالمياً، فهو أيضاً مؤسس لعدد من الحملات والمؤسسات البيئية، لعل أبرزها حركة أنقذوا التربة التي يسعى سادغورو من خلالها إلى إيجاد حلول لتدهور الأراضي والزراعة عالمياً.

وفي لقاء مع «CNN الاقتصادية»، صدم سادغورو المتفرجين بقوله إن الكربون ليس سُمّاً، وإن حياة الجميع قائمة على الكربون، ولكن كما هو معروف عن اليوغي الشهير، واليوغي شخص يعلم اليوغا، فإن شرحه المنطق وراء هذا القول كان مقنعاً.

وقال «نظن أن النفط والفحم فقط هما اللذان يحتويان على الكربون، لا، نحن جميعاً ننتج انبعاثات كربونية، أنت وأنا والدود والحشرات والطيور والحيوانات والأشجار، كل شيء عبارة عن كربون، لكن مشكلة الكربون أنه ليس في المكان الذي يجب أن يكون فيه، إذ يجب أن يكون في التربة لكنه يطفو إلى الهواء».

وتابع سادغورو «نتحدث الآن عن الابتعاد عن الوقود الأحفوري وهو أمر يجب أن يحدث بالطبع، ليس هناك شك في ذلك، ولكننا نتحدث على أهوائنا، هل يمكنك القيام بذلك غداً؟ لا، لأن هذا يتطلب ابتكارات تكنولوجية، لا يمكن توقيت الابتكارات، ولا يمكن للتكنولوجيا أن تُحدد بوقت، قد يحدث ذلك غداً وقد لا يحدث خلال العقد القادم».

حركة أنقذوا التربة

بالنسبة لسادغورو، التربة هي أهم عنصر بيئي يجب تنميته والحفاظ عليه، إذ يقول المعلم الروحي العالمي «التربة هي أكبر نظام حي ليس على هذا الكوكب فقط بل في الكون بأكمله، يمكن لحفنة من التربة أن تحتوي على ثمانية إلى عشرة مليارات كائن حي».

وخلال عمله في حركة أنقذوا التربة، استطاع سادغورو الوصول إلى أربعة مليارات شخص حول العالم، منهم مزارعون ومسؤولون في قرى ومناطق نائية، وقد وقعت ثماني دول على مذكرات تفاهم مع الحركة في عام 2022.

وفي 2006، حقق رقماً قياسياً عالمياً لزراعة أكثر من 852 ألف شجرة في يوم واحد، وفي 2017 كان قد تم زراعة 25 مليون شجرة ودعم 70 ألف مزارع لتبني الزراعة القائمة على الأشجار، والآن تسعى الحركة لزراعة 2.42 مليار شجرة في 12 عاماً وتمكين 5.2 مليون مزارع.

الأزمة التي يتسبب بها تدهور الأراضي أزمة غذائية إلى حد كبير، فالتربة الفقيرة تؤدي إلى ضَعف القيمة الغذائية، بحسب حركة أنقذوا التربة، وفي غضون 20 عاماً، من المتوقع أن يتم إنتاج كميات أقل من الغذاء بنسبة 40 في المئة، الأمر الذي سيؤثر على نحو مليارات الأشخاص حول العالم، كما تحتوي الفواكه والخضراوات اليوم على مواد مغذية أقل بنسبة 90 في المئة، ويعاني مليارا شخص من نقص التغذية ما يؤدي إلى العديد من الأمراض.

وقال سادغورو «إذا كان لدي ما يكفي من المواد العضوية فسأحول الرمال العربية إلى أرضٍ خصبة، لأنه إذا أضفت مادة عضوية لرمال التربة، فإنك تحصل على تربة، وإذا أخذت المواد العضوية خارج التربة، فإنها تتحول إلى رمال، وبالتالي فإن نوع الزراعة التي نقوم بها يمكن أن يحافظ على الأرض إلى حد أقصى لمدة 25 إلى 40 عاماً فقط، وبعد ذلك ستتحول إلى صحراء، وهذا ما يحدث، ولهذا السبب التربة مهمة للغاية».

تأثير سادغورو العالمي

خلال زيارته إلى دبي للمشاركة في مؤتمر الأطراف، عقد المعلم الروحي جلسة تأمل تفاعلية حضرها 12 ألف شخص، أرشد من خلالها المشاركين للتركيز على تحقيق التحول الداخلي والنمو الروحي والسلام الداخلي، وكمعلم يوغا، يظهر هذا الجانب في عمله البيئي أيضاً، إذ يرى سادغورو أن العمل الداخلي جزء مهم من حل إنقاذ الكوكب.

يقول «كل هذا الضرر الذي لحق بالكوكب لم يحدث بواسطة قوة شريرة من مكان ما، هذا حدث بسبب سعي الإنسان لتحقيق سعادته ورفاهيته، إذا كنت تريد أن تكون سعيداً أو تعيساً، كلاهما لا يمكن أن يأتي إلا من داخلك، وبدلاً من معالجة ما في داخلك، تحاول انتزاع السعادة من الكوكب».

يُذكر أن سادغورو عمل مع مشاهير ومؤثرين عدة، منهم ماثيو ماكوناهي ومالوما وجو روغان، وفاز في عام 2017 بجائزة بادما فيبوشان من حكومة الهند تقديراً لمساهماته الروحية.