أصبحت المآسي رفيقة شوارع غزة، فالحزن يخيّم على القطاع جرّاء الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي لم تَعُد تفرّق بين طفل أو مُسنٍّ أو امرأة.

ومع استمرار الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، خسر القطاع نحو ثلثي مستشفياته، إذ دمر القصف الإسرائيلي 21 من أصل 36 مستشفى في غزة، وأوقع أكثر من 50 ألف مصاب، منهم ثمانية آلاف يحتاجون إلى تدخل طبي عاجل، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

الوضع داخل غزة

سلَّطت CNN الضوء على المستشفى الميداني الإماراتي في غزة، والحالات الطارئة التي ترِده خلال وقت قياسي، إذ تستقبل مستشفيات القطاع أضعاف الأعداد التي يمكن استيعابها من المصابين.

وأصبحت مشاهد الأطراف المبتورة، والحالات المرضية المزمنة مشهداً متكرراً في القطاع الذي تعرَّض لنحو 22 ألف ضربة نفذها الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وعلى الرغم من هذا القصف العنيف، يواصل أهالي غزة الخروج إلى الشوارع، ليحتشدوا خارج المخابز؛ سعياً للحصول على كسرة خبز تسدُّ جوعهم، بينما لا يمكنهم الفرار من الحرب، إذ لا مكان آمناً الآن في غزة.

التقت CNN الطبيب عبدالله النقبي، في المستشفى الإماراتي الميداني، الذي أوضح أن واقع الحياة في غزة أصبح مخيفاً، مع توافد المصابين المتكرر، وعدم وجود أماكن أو أسرّة كافية لاستيعابهم.

الشيء الوحيد الذي لم يعتده الأطباء هو عدد الأطفال الذين يعالجونهم، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ثلثي الذين قُتلوا في هذه الحرب كانوا من النساء والأطفال، وعلى الرغم من إنقاذ بعض الأطفال، فإنه قد كُتب على بعضهم العيش مبتوري الأطراف، أو مع التهاب كبدي أو رئوي مزمن طوال عمرهم، في حين شبهت كبيرة المراسلين الدوليين في CNN، كلاريسا وارد، الوضع في غزة بنافذة فُتحت على الجحيم.

المستشفى الميداني الإماراتي

منذ افتتاح المستشفى الميداني الإماراتي قبل أقل من أسبوعين، استقبل العديد من المرضى، وأصبح 130 سريراً من أصل 150 ممتلئاً بالفعل، وهو المستشفى الوحيد الآن الذي يظل لديه أسرّة شاغرة للمصابين.

كانت وزارة الخارجية الإماراتية أعلنت عن إدخال المستشفى الميداني إلى جنوب غزة عبر معبر رفح، لتقديم الدعم الطبي ضمن عملية (الفارس الشهم 3) الإنسانية، علماً بأنه يضم أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، وتخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية.

يأتي ذلك في ظل معاناة المستشفيات في غزة من نقص المعدات الطبية والوقود، بالتزامن مع التدفق الكبير للضحايا من قتلى وجرحى، بما يتجاوز قدرتها الاستيعابية، خاصة بعدما اختار العديد من أهالي غزة اللجوء إليها كمكان آمن قد ينجون فيه من القصف الإسرائيلي العنيف.