«تبني الذكاء الاصطناعي كاستراتيجية جديدة للأمن القومي» كانت إحدى أهم الجلسات في القمة العالمية للحكومات، حيث شهدت حواراً بين عمر العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد بالإمارات، وجنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، ففي عصر تتزايد فيه التحديات الأمنية والتكنولوجية، يمنح هذا المفهوم الدول القدرة على التحكم في تقنياتها الحيوية، ما يقلل من الاعتماد على الأطراف الخارجية ويعزز الأمن القومي.
وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، يقول فيصل البناي الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا الإماراتي المؤسس لبرنامج فالكون للذكاء الاصطناعي وشركة AI7، إن المرحلة التي تمر بها الإمارات هي مرحلة الانتقال إلى تقنية المعرفة واقتصاد المعرفة، مؤكداً أن «البترول في عالم الذكاء الاصطناعي هو البيانات والمعلومات»، وأضاف البناي أن الإمارات تستثمر اليوم بشكل كبير في البيانات الرقمية لتطوير هذه التكنولوجيا المتقدمة.
في الوقت نفسه، أكد الرئيس التنفيذي لـ«Open AI» سام ألتمان أن دولة الإمارات لديها القدرة والجاهزية لاستضافة تجمعات عالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي، في ظل ما تتمتع به من بنية تحتية متميزة واستعداد جيد لهذا النوع من التقنيات، معتبراً أنه يمكن للإمارات تولي قيادة مناقشات في هذا الشأن.
وبدوره أكّد عمر العلماء أن الإمارات تؤيد ضرورة قيام كلّ دولة بإنتاج برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مشيراً إلى أن ذلك هو المحرّك لإنشاء نماذج لغوية كبيرة ونماذج الحوسبة، حسب قوله.
الإمارات دولة منتجة للذكاء الاصطناعي
يمكن للدول استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل الدفاع، والأمن السيبراني، وإدارة الأزمات، ما يسهم في تعزيز قدراتها الدفاعية والاستجابة للتهديدات بشكل أكثر فعالية، وفي هذا الإطار يؤكد البناي أن إطلاق نظام فالكون للذكاء الاصطناعي برهن أن الإمارات قادرة على التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي وأنه أفضل نظام في هذا المجال نظراً لقدرته على منافسة الشركات العالمية في النظام المفتوح، حسب قوله.
وتابع البناي قائلاً إن إطلاق شركة AI7 القادرة على المنافسة في مجالات الذكاء الاصطناعي الطبي والاقتصادي والقانوني يؤكد إمكانية المنافسة في هذه السوق العالمية الواعدة.
انعكاس تطوير الذكاء الاصطناعي على التفاوت في النمو الاقتصادي بين الدول العربية
ومع ذلك، تواجه الدول تحديات عديدة في سعيها لتحقيق الذكاء الاصطناعي السيادي، وتشمل هذه التحديات، الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، والنقص العالمي في المواهب والخبرات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ذلك يعتبر التعاون الدولي مهماً لتبادل المعرفة والخبرات، رغم أن الدول تسعى لتحقيق السيادة في هذا المجال.
دور الإمارات في تقليص التفاوت بين الدول
وفي حديث عن التفاوت في النمو الاقتصادي في الدول العربية، شدد البناي على أن الإمارات حرصت على تأسيس جمعية فالكون إلى جانب برنامج الذكاء الاصطناعي الرائد، مؤكداً أنه سيكون متاحاً وبمتناول كل الدول.
وعقّب البناي أن الإمارات، إلى جانب مساهمين آخرين، ستطور هذه الجمعية لتقديم المساعدات التكنولوجية مجاناً، مؤكداً أن المساهمة الإماراتية تهدف لإتاحة هذه التكنولوجيا المتقدمة في الدول كافة.
«تسونامي» يضرب سوق العمل
وفقاً لدراسة أجراها صندوق النقد الدولي، فمن المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي في المستقبل على 60 في المئة من الوظائف في الدول المتقدمة، مقابل 40 في المئة في الأسواق الناشئة، و25 في المئة في الدول ذات الدخل المنخفض، وكانت رئيسة الصندوق كريستالينا غورغييفا قد أكّدت من منبر القمة العالمية للحكومات أن الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة «تسونامي» يضرب سوق العمل، واصفة التغييرات التي يمر بها العالم بالثورة الصناعية.
وشدد البناي على أن أي تقنية، خاصة إذا كانت تقنية «ثورية»، ستُحدث تغييرات جذرية في المجتمع، وتابع قائلاً «إن تطوير الذكاء الاصطناعي سينعكس بشكل كبير على سوق العمل، خالقاً فرصاً جديدة ومنعكساً بشكل كبير على طريقة العمل».
وأضاف البناي أن «الفرص أكبر للأفراد والشركات الصغيرة»، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بعمل «ألف شخص» ما يغني تلك الشركات عن تكبد تكاليف إضافية للموظفين.