ثلاث قضايا رئيسية تواجه صناعة الرعاية الصحية وتلزم معالجتها، هذا ما قاله حسن النويس الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة إم 42 الإماراتية، الذي يرى أن شركته لديها الحل لتلك المشكلات عن طريق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

شركة إم 42 قائمة على التكنولوجيا للرعاية الصحية، وأطلقت مؤخراً نموذجاً لغويّاً كبيراً يُطلق عليه ميد 42، وهو مصمَّم لتمكين المهنيين في مجال الرعاية الصحية.

تحدث النويس الأسبوع الماضي أثناء القمة العالمية للحكومات في دبي لمذيعة شبكة CNN بيكي أندرسون عن أهم المعوقات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية ويمكن حلها عن طريق أداة الذكاء الاصطناعي ميد 42.

وقال النويس، «أولاً، هناك نقص في القوة العاملة في القطاع الصحي، وحسبما أوردته منظمة الصحة العالمية، سيكون هناك نقص بواقع عشرة ملايين من مهنيين الرعاية الصحية بحلول عام 2030»، وتابع موضحاً أن هذا تاريخ قريب.

وأشار إلى أن المسألة الثانية ضمن القضايا التي تواجه القطاع الصحي هي ارتفاع تكلفة نفقات الرعاية الصحية، وذكر في حديثه أن، «العالم يواجه الآن زيادة بواقع 10 في المئة في نفقات الرعاية الصحية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي».

وأضاف أن الولايات المتحدة على وجه التحديد تواجه زيادة بنسبة 20 في المئة، «وهو مبلغ طائل يمكن أن يطيح باقتصادات إذا لم تتم معالجته اليوم» وفقاً لحديثه مع أندرسون.

أما الأمر الثالث الذي ذكره النويس، متحدثاً عن التحديات التي تواجه القطاع الصحي، فهو القضايا البيئية، وأوضح «نلاحظ اليوم أنه لو كانت الرعاية الصحية بلداً، لكانت خامس أكبر مساهم في الانبعاثات الكربونية»، إذ أشار إلى خطورة هذا الأمر وحتمية التعامل معه لإحداث تحول جذري في الرعاية الصحية.

الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة

وتحدث النويس عن دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في إحداث نقلة نوعية في الرعاية الصحية على النطاق المحلي والعالمي، لا سيما أداة الشركة الإماراتية (ميد 42)، ويرى النويس أن «الذكاء الاصطناعي كان وسيظل العامل التمكيني لكل شيء نقوم به»

وأكد أنه من وجهة نظره لن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر بل «سيكون الذكاء الاصطناعي مكملاً لكل شيء يقومون به» وبالحديث عن ميد 42 يقول النويس «هذا أول نموذج تعلم طبي كبير مفتوح المصدر نشأ في أبوظبي وحقق معدل نجاح قدره 73 في المئة في امتحان الترخيص الطبي الأميركي، متفوقاً بذلك على جميع المنصات الأخرى»

ووصف النويس أداة الذكاء الاصطناعي (ميد 42) أنها تساعد المرضى، وتساعد الأطباء في اتخاذ القرارات، كما أنها تخفف الضغط عليهم لتوفير طاقة استيعابية أكبر لعلاج المرضى.

وفي سؤال المذيعة عن احتمالية انتهاء دور الطبيب مع تطور الذكاء الاصطناعي وعما إذا كانت المنصات الرقمية ستحل مكان الطبيب في تشخيص المرضى ذاتياً دون تدخل الطبيب، قال النويس إنه شخصياً لا يظن ذلك، بل يرى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور مساعد على توفير طاقة استيعابية أكبر في القطاع الطبي.

وأوضح «كل شيء نقوم به في أبوظبي نريد تطبيقه على نطاق أوسع في بقية أنحاء العالم لكي يعم نفعه على الإنسانية».

وأعرب النويس عن تفاؤله إزاء المستقبل وأنه سيكون، «نسخة أفضل بكثير بكل تأكيد»، مشيراً إلى أحدث أدوات شركة إم 42 وما تحمله من تطورات، إذ أصبح النموذج التوليدي متعدد الوسائط ميد 42 أكثر تقدماً، وفقاً للرئيس التنفيذي للشركة.

وقال النويس إن هذا النموذج الحديث يضم 6 ملايين صورة في مجموعة البيانات، ومجموعة بيانات حجمها 100 بيتا بايت تضم جميع السلاسل الجينومية، وأشار «هذا يعني بالنسبة للمريض أنه ليس بحاجة لمراجعة طبيب بعد اليوم»، وأوضح، من جانب المريض يمكنه تحميل صوره على منصة ميد 42 لكي تعطيه التشخيص.

وأضاف أن هذا الأمر من منظور الطبيب يخفف من الضغط عليه ويسمح له بالتركيز على صور تشخيصية معينة بدلاً من فحص جميع الصور.