150 مليون هجمة سيبرانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصدت لها شركة كاسبرسكي للأمن السيبراني في 2023، بحسب ما قاله المدير التنفيذي لشركة كاسبرسكي في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا توفيق درباس، على هامش مؤتمر ليب 2024 المقام في المملكة العربية السعودية.

وفي مقابلة مع «CNN الاقتصادية» لفت درباس إلى أن حصة السعودية من تلك الهجمات 50 مليون هجمة في عام 2023، أي أكثر من 30 في المئة من مجموع الهجمات، بزيادة أكثر من 70 في المئة في الخدمات المصرفية، و50 في المئة في البرامج الضارة المالية و40 في المئة في التصيد الاحتيالي.

وأصبحت الهجمات السيبرانية شائعة بشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ تُستهدف معظم البلدان النامية في المنطقة بحسب موسى بيدس، الشريك في قسم التكنولوجيا في بي دبليو سي، والذي يعتبر أن هذا ليس مفاجئاً، نظراً لأهمية المنطقة الاقتصادية والجيوسياسية.

ووفقاً لبيانات بي دبليو سي الصادرة عن استطلاع الرؤساء التنفيذيين السابع والعشرين في الشرق الأوسط، تظل الهجمات الإلكترونية مصدر قلق كبير في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ففي السعودية، على سبيل المثال، ارتفعت الحوادث السيبرانية بنسبة 30 في المئة مقارنة بالعام السابق.

وبالمثل، شهدت دولة الإمارات زيادة في التهديدات السيبرانية بنسبة 25 في المئة، كما شهدت قطر زيادة بنسبة 20 في المئة في الهجمات السيبرانية، ما يسلط الضوء على طبيعة التهديد عبر مختلف القطاعات.

وفي هذا السياق، أصدرت (أي بي إم) تقريراً في عام 2023 رصدت فيه ارتفاع حوادث الأمن السيبراني في الشرق الأوسط إلى متوسط قياسي قدره 8.07 مليون دولار لكل حادثة خرق بيانات، مقارنة بعام 2022 حين بلغ الرقم 7.46 مليون دولار، ما يضع منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية بالنسبة للمناطق ذات أعلى متوسط تكلفة لكل خرق بيانات.

ويعود السبب، بحسب درباس، إلى نقص العمالة في مجال الأمن السيبراني في الشرق الأوسط ويعتقد 41 في المئة من المتخصصين في مجال الأمن السيبراني أن مؤسساتهم تعاني من نقص الموظفين للتعامل مع التهديدات السيبرانية، أما في منطقة الشرق الأوسط فيرتفع هذا الرقم ليصل إلى 50 في المئة.

وتقول شركة كاسبرسكي إن الأمن السيبراني بات أولوية قصوى، إذ من المتوقع أن ينمو الإنفاق على الأمن السيبراني في 2024 أكثر من 10 في المئة ومن المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 6.5 مليار دولار عام 2024.

سيف ذو حدين

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في التصدي للهجمات السيبرانية، وفي بعض الأحيان في إطلاقها.

ففي الربع الأخير من عام 2023، رصد فريق البحث في كاسبرسكي أن 21 في المئة من جميع هجمات التصيد الاحتيالي جاءت من منصات مثل تشات جي بي تي أو غيرها من منصات الذكاء الاصطناعي.

«نحن في الواقع نتعامل يومياً مع 420 ألف ملف ضار»

ويشير إلى أن الكثير من الهجمات هي من منظمات ترعاها الدول، وهي هجمات متطورة للغاية ويتم الاعتماد بشكلٍ كبير على الذكاء الاصطناعي الخاص بكاسبرسكي للتصدي لذلك.

ونتيجة لكثافة عمليات كاسبرسكي في دول كروسيا والصين، بالإضافة إلى عدد كبير من الدول الغربية، يتم جمع كل المعلومات المتعلقة بالتهديدات التي تحصل الشركة عليها من كل هذه المناطق ودمجها للتمكن من تزويد العملاء بالبيانات الضرورية التي تمكن قراءتها بواسطة الإنسان ولكن تمكن أيضاً قراءتها بواسطة الآلة لتكون قادرة على العمل ضد هذه الهجمات.