انطلقت مركبة ستارشيب الفضائية التابعة لشركة سبيس إكس في رحلتها التجريبية الثالثة صباح الخميس من منشأة (ستار بيس)، ورغم فشلها في العودة بنجاح إلى الأرض؛ فإنها وصلت لآفاق جديدة في الفضاء.

خضع نظام الصواريخ في الفضاء السحيق لاختبار طيران متكامل لمدة ساعة تقريباً، وكان من المتوقع أن تهبط المركبة الفضائية في المحيط الهندي في نهاية الرحلة، بهدف الانتقال إلى رحلات تجريبية أكثر تعقيداً، وفي النهاية حمل رواد فضاء ناسا إلى سطح القمر.

ولكن بعد استكمال ثلاثة أرباع الرحلة التجريبية، فقد الفريق الاتصال بستارلينك (خدمة الإنترنت الخاصة بسبيس إكس)، كما فقدوا الاتصال مع نظام التتبع وترحيل البيانات عبر الأقمار الصناعية (تي دي آر إس إس)، ما تسبب في فشل عودة المركبة بنجاح إلى الأرض.

وقال دان هوت، مدير اتصالات سبيس إكس خلال البث المباشر «لقد أصدر الفريق نداء مفاده أن المركبة قد فقدت، لذا لن يحدث أي هبوط اليوم.. ولكن مرة أخرى، من المذهل أن نرى مدى التقدم الذي أحرزناه هذه المرة».

ويبدو أن سبيس إكس لم تأمل في استعادة المركبة الفضائية من قبل بدء اختبار الطيران هذا، إذ إنه كان من المتوقع أن تعاني المركبة الفضائية من هبوط صعب، لكنها قطعت مسافة أبعد بكثير مما فعلت خلال الاختبارين السابقين في عام 2023.

وتقوم الشركة بشكل روتيني بتأطير حالات الفشل خلال هذه الرحلات التجريبية المبكرة، بهدف جمع البيانات المهمة حتى يتمكن المهندسون من العودة إلى المركبة الفضائية وتحسينها للمهام المستقبلية.

وقال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة في تغريدة على حسابه الخاص على منصة إكس (تويتر سابقاً)، «المركبة الفضائية تتطور بسرعة»، تعليقاً على منشور يقول إن سبيس إكس إحدى أكثر الشركات ابتكاراً على الكوكب فيما يخص المركبات الفضائية.

.

وقالت الشركة في بيان نُشر على موقعها على الإنترنت إن تجربة مركباتها الفضائية لا يحدث في المختبر أو في منصة اختبار، ولكنها تضع أجهزة الطيران في بيئة حقيقية لتحقيق أقصى قدر من التعلم، مشيرة إلى أن نهج التطوير التكراري السريع هذا هو الأساس لجميع التطورات المبتكرة الرئيسة لشركة سبيس إكس.

وصمم مهندسو سبيس إكس هذا العرض التوضيحي للبدء في تحديد كيفية إعادة تزويد المركبة الفضائية بالوقود في المهام المستقبلية أثناء وجودها في مدار مستقر حول الأرض، استعداداً لرحلات تجريبية أكثر تعقيداً.

وأوضحت الشركة أثناء البث المباشر أنه سيحتاج الفريق إلى إجراء مراجعة لبيانات فتح باب الحمولة -وهو الباب الذي يجب أن يُفتح لتتمكن المركبة الفضائية من نشر الأقمار الصناعية في الفضاء بعد الوصول إلى المدار- وأداء المركبة في نقل الوقود الدافع، ثم تحديد مدى نجاح كل اختبار.

وتعتبر شركة سبيس إكس أن مركبات ستارشيب ضرورية لمهمتها الرئيسة، وهي نقل البشر إلى المريخ لأول مرة، والأهم من ذلك أن وكالة ناسا اختارت مركبة ستارشيب لتكون مركبة الهبوط التي ستنقل روادها إلى سطح القمر في مهمة (أرتيميس 3) المقرر إقلاعها في سبتمبر أيلول 2026.

(جاكي واتلز وآشلي ستريكلاند، CNN).