اتهم بعض المسؤولين الحاضرين لقمة الديمقراطية في العاصمة الكورية سيئول روسيا و الصين بشن حملات دعائية خبيثة، إذ وصف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يوم الاثنين الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة القائمة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية بتهديد خطير على النظم الديمقراطية.
تستضيف كوريا الجنوبية مؤتمر القمة الثالثة من أجل الديمقراطية، وهي مبادرة من الرئيس الأميركي جو بايدن تهدف إلى مناقشة سبل وقف التراجع الديمقراطي وتآكل الحقوق والحريات حول العالم.
وخلال حديثه في افتتاح القمة، أشار الرئيس الكوري الجنوبي إلى أنه يجب على الدول تبادل الخبرات والحكمة حتى يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بهدف تعزيز الديمقراطية، لافتاً إلى أن الأخبار المزيفة القائمة على الذكاء الاصطناعي لا تنتهك الحرية الفردية وحقوق الإنسان فحسب، بل تهدد أيضاً الأنظمة الديمقراطية.
2024 عام مزدحم بالانتخابات
وبحسب شركة الاستشارات أنكور تشاينج يشهد عام 2024 ازدحاماً على مستوى الانتخابات الرئاسية على مستوى العالم إذ يتضمن التقويم العالمي نحو 83 حدثاً انتخابياً ما يعد العدد الأكبر خلال السنوات الأربع والعشرين القادمة.
وتنتشر تلك الانتخابات في جميع ربوع الأرض بما في ذلك أوروبا، إذ ستصوت نحو 27 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي في انتخاباته البرلمانية خلال شهر يونيو حزيران المقبل مع استمرار الاتحاد الأوروبي في تطبيق قانون جديد يهدف إلى احتواء المحتوى المضلل على الإنترنت.
ووفقاً للتقديرات سيصل عدد الناخبين حول العالم إلى نحو أربعة مليارات ناخب، بينما شهد شهر يناير كانون الثاني وحده نحو سبعة انتخابات على الأقل من ضمنها تايوان، التي تسعى إلى درء حملات التضليل الصينية.
بينما شهدت كل من إندونيسيا وباكستان وهي الدول الإسلامية الأكثر اكتظاظا بالسكان، والتي كافحت من أجل تحقيق التوازن بين حرية التعبير والجهود المبذولة لمكافحة المعلومات المضللة، انتخاباتها خلال شهر فبراير شباط الماضي.
وحذرت الهند التي تشهد إجراء انتخاباتها خلال فصل الربيع من المحتوى المضلل للذكاء الاصطناعي.
تهديدات رقمية
وفي ظل إجراء هذا العدد من الانتخابات حول العالم في 2024، يتزايد القلق من التهديدات الرقمية ودور التكنولوجيا في تعزيز أهداف الديمقراطية، الأمر الذي تصدر جدول الأعمال الرئيسي للقمة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام في سيؤول ويحضرها ممثلون من أكثر من 30 دولة، بدءاً من كوستاريكا إلى الولايات المتحدة وغانا.
ومن جانبه أوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال القمة احتياج العالم إلى ضمان أن التكنولوجيا تحافظ على القيم والمعايير الديمقراطية وتدعمها «في وقت تنشر فيه الأنظمة الاستبدادية والقمعية تقنيات لتقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان» على حد قوله.
ولفت بلينكن إلى أن عام 2024 يعد استثنائياً فيما يخص تسليط الضوء على مخاطر المعلومات المضللة والأكاذيب في الفضاء الإلكتروني بينما أكد أن روسيا والصين تقفان وراء حملات عالمية تهدف إلى التلاعب بالمعلومات.
وأكد أن أميركا من شأنها أن تُصدر أول توجيه من نوعه لشركات التكنولوجيا للمساعدة في منع الهجمات على المدافعين عن حقوق الإنسان عبر الإنترنت.
أميركا تتهم الصين
واتهمت وزارة الخارجية الأميركية الصين يوم الخميس باستخدام أساليب وصفتها بأنها «خادعة وقسرية» لتشكيل بيئة المعلومات العالمية عبر الاستحواذ على حصص في الصحف وشبكات التلفزيون الأجنبية، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية للترويج لآرائها وممارسة الضغط على المنظمات الدولية ووسائل الإعلام لإسكات منتقدي بكين.
وتعكس الاتهامات التي وردت في تفاصيلها في في تقرير صادر عن مركز المشاركة العالمية التابع للوزارة، القلق في واشنطن من أن عمليات المعلومات الصينية تشكل تحدياً أمنياً متزايداً لأميركا وللمبادئ الديمقراطية في جميع أنحاء العالم عبر تعزيز الاستبداد الرقمي.
وذكر التقرير أن الصين لا تدفع بدعايتها الخاصة فحسب، بل تصدر أدوات المراقبة الرقمية لمراقبة المعلومات والأشخاص عبر الإنترنت وعلى الرغم من أن العديد من التكتيكات المفصلة ليست جديدة، فإن التقرير حذر من أنها قد «تقود الدول إلى اتخاذ قرارات تخضع مصالحها الاقتصادية والأمنية لبكين».