قال جيمي ديمون أحد قادة الأعمال الأكثر نفوذاً في العالم إن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على الأعمال التجارية العالمية خلال عام 2024.

وأوضح ديمون، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، في رسالته السنوية للمساهمين يوم الاثنين، إنه على الرغم من أنه لا يعرف بعد التأثير الكامل الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على الأعمال التجارية أو الاقتصاد أو المجتمع، فإنه يعلم أن تأثيره سيكون كبيراً.

وقال في رسالته «نحن مقتنعون تماماً بأن العواقب ستكون غير عادية وربما تحويلية مثل بعض الاختراعات التكنولوجية الكبرى التي حدثت خلال مئات السنين الماضية، مثل: آلة الطباعة، والمحرك البخاري، والكهرباء، والحوسبة، والإنترنت، من بين أمور أخرى».

كما أدرك ديمون المخاطر التي تصاحب طفرة الذكاء الاصطناعي، وكتب «ربما تكون على علم بالفعل بوجود جهات فاعلة سيئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمحاولة التسلل إلى أنظمة الشركات لسرقة الأموال والملكية الفكرية، أو ببساطة للتسبب في التعطيل والضرر».

وأدى انفجار الذكاء الاصطناعي بالفعل إلى إحداث تحول في أماكن العمل في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يتعطل ما يقرب من 40 في المئة من التوظيف العالمي بسبب الذكاء الاصطناعي، وفقاً لصندوق النقد الدولي.

وارتفعت أسهم الشركات المرتبطة بطفرة الذكاء الاصطناعي، إذ قفزت أسهم شركة إنفيديا والمصنعة لرقائق الذكاء الاصطناعي بأكثر من 219 في المئة خلال الاثني عشر شهراً الماضية، بينما ارتفعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 50 في المئة تقريباً.

وقال ديمون إن بنك جيه بي مورغان، وهو أكبر بنك في العالم من حيث القيمة السوقية، يستكشف إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل نظامه البيئي الخاص، مضيفاً أن هندسة البرمجيات وخدمة العملاء والعمليات والإنتاجية العامة للموظفين كلها تشهد تحولات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأضاف ديمون «بمرور الوقت، نتوقع أن استخدامنا للذكاء الاصطناعي لديه القدرة على الإضافة بشكل عملي لكل وظيفة تقريباً، فضلاً عن التأثير على شكل القوى العاملة لدينا، وقد يؤدي ذلك إلى تقليل فئات أو أدوار وظيفية معينة، ولكنه قد يؤدي إلى إنشاء فئات أو أدوار أخرى أيضاً».

وتضم مؤسسة جيه بي مورغان الآن أكثر من 2000 خبير في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

وفي يناير، قال بنك جيه بي مورغان إنه شهد زيادة كبيرة في المحاولات اليومية التي يقوم بها المتسللون للتسلل إلى أنظمته خلال العام الماضي، ما يسلط الضوء على تحديات الأمن السيبراني المتصاعدة التي يواجهها البنك وشركات وول ستريت الأخرى.

ويستثمر بنك جيه بي مورغان تشيس، وهو أكبر بنك أميركي من حيث الأصول، حالياً نحو 15 مليار دولار سنوياً، ويوظف 62 ألف خبير تكنولوجي للمساعدة جزئياً في تعزيز دفاعاته ضد الجرائم السيبرانية.

مخاوف التضخم وأسعار الفائدة

رسالة ديمون لم تقتصر فقط على الذكاء الاصطناعي، إذ ركزت أيضاً على التحديات الاقتصادية التي يواجهها أكبر اقتصاد في العالم، حيث حذَّر المستثمرون مرة أخرى من أن الولايات المتحدة «ربما تدخل واحدة من أكثر العصور الجيوسياسية غدراً منذ الحرب العالمية الثانية».

وبينما تبدو المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قوية ومعدلات التضخم آخذة في التراجع، فإنه يرى العديد من المخاطر المحتملة.

وأفاد بأن من بينها «الإنفاق المالي المستمر، وإعادة عسكرة العالم، وإعادة هيكلة التجارة العالمية، والاحتياجات الرأسمالية للاقتصاد الأخضر الجديد، وربما ارتفاع تكاليف الطاقة في المستقبل بسبب نقص الاستثمار اللازم في البنية التحتية للطاقة».

وكتب: «يبدو أن هناك تركيزاً هائلاً، أكثر من اللازم، على بيانات التضخم الشهرية والتغيرات المتواضعة في أسعار الفائدة».

وبدلاً من ذلك، يجب على المستثمرين أن يفكروا فيما قد يحدث بعد عام أو عامين من الآن، وقال: «التغيرات الصغيرة في أسعار الفائدة اليوم قد يكون لها تأثير أقل على التضخم في المستقبل مما يعتقده كثير من الناس».