يبدو أن التكهنات بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي تتزايد يوماً بعد يوم مع بروزه بشكل قوي في العديد من القطاعات حول العالم.
وتوقع الملياردير الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، يوم الاثنين، أن يصل تطوير الذكاء الاصطناعي إلى الحد الذي يصبح فيه أذكى من أذكى إنسان بحلول العام المقبل أو 2026.
وقال ماسك في مقابلة مع الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة النرويجي نيكولاي تانجن على تطبيق إكس، إن الذكاء الاصطناعي مقيد بتوفر الكهرباء، وإن من المتوقع تجربة الإصدار التالي من غروك، برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي لشركته الناشئة إكس إيه آي بحلول مايو أيار.
الجدول الزمني للذكاء الاصطناعي
وأضاف ماسك عندما سُئل عن الجدول الزمني لتطوير الذكاء الاصطناعي العام «إذا عرَفته على أنه أكثر ذكاء من أذكى إنسان، فأعتقد أن من المحتمل أن يكون ذلك في العام المقبل أو في غضون عامين».
وأسس ماسك شركة إكس.إيه.آي العام الماضي لمنافسة أوبن إيه.آي، التي رفع دعوى قضائية ضدها متهماً إياها بالتخلي عن مهمتها الأصلية المتمثلة في تطوير الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية وليس من أجل الربح، وتنفي أوبن إيه.آي هذه المزاعم.
وجاء حديث ماسك بعد يوم واحد من توقع جيمي ديمون أحد قادة الأعمال الأكثر نفوذاً في العالم أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على الأعمال التجارية العالمية خلال عام 2024.
وأوضح ديمون، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، في رسالته السنوية للمساهمين يوم الاثنين، أنه على الرغم من أنه لا يعرف بعد التأثير الكامل الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على الأعمال التجارية أو الاقتصاد أو المجتمع، فإنه يعلم أن تأثيره سيكون كبيراً.
وقال في رسالته «نحن مقتنعون تماماً بأن العواقب ستكون غير عادية وربما تحويلية مثل بعض الاختراعات التكنولوجية الكبرى التي حدثت خلال مئات السنين الماضية، مثل: آلة الطباعة، والمحرك البخاري، والكهرباء، والحوسبة، والإنترنت، من بين أمور أخرى».
تكهنات واستثمارات
الأمر لم يقتصر عند حد التوقعات المستقبلية بشأن الذكاء الاصطناعي، إذ يلهث الكثيرون الآن نحو المشاركة في الصناعات التي تدعم هذا القطاع الناشئ.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ستستثمر 9.4 تريليون وون (6.94 مليار دولار) في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027 كجزء من الجهود المبذولة للاحتفاظ بمكانة عالمية رائدة في رقائق أشباه الموصلات المتطورة.
ويأتي هذا الإعلان، الذي يتضمن أيضاً صندوقاً منفصلاً بقيمة 1.4 تريليون وون لتعزيز شركات أشباه الموصلات العاملة بالذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي تحاول فيه كوريا الجنوبية مواكبة دول مثل الولايات المتحدة والصين واليابان.
وتعتزم الحكومة الأميركية منح 6.6 مليار دولار لأكبر شركة مصنعة لرقائق أشباه الموصلات في العالم لمساعدتها في بناء ثلاثة مصانع في أريزونا كجزء من جهود الرئيس الأميركي جو بايدن لتأمين توريد الرقائق المتقدمة.
وأدى انفجار الذكاء الاصطناعي بالفعل إلى إحداث تحول في أماكن العمل في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يتعطل ما يقرب من 40 في المئة من التوظيف العالمي بسبب الذكاء الاصطناعي، وفقاً لصندوق النقد الدولي.
وارتفعت أسهم الشركات المرتبطة بطفرة الذكاء الاصطناعي، إذ قفزت أسهم شركة إنفيديا والمصنعة لرقائق الذكاء الاصطناعي بأكثر من 219 في المئة خلال الاثني عشر شهراً الماضية، بينما ارتفعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 50 في المئة تقريباً.