نظمت الإمارات من خلال مجلس الأمن السيبراني أكبر تدريب سيبراني في معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات جيسيك جلوبال 2024، وشارك في تنظيم التدريب كل من الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات، وضم نحو 108 دول، ليدخل بذلك موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وقال محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية، إن «الهدف من التدريب تعزيز مكانة الدول والتواصل فيما بينها والتعاون في رفع كفاءة غرف العمليات السيبرانية لديها.. فإذا تعرضت دولة من هذه الدول لهجوم سيبراني يمكنها أن تتعاون مع دول أخرى مشاركة في هذا التدريب لمعرفة مؤشرات هذا الاختراق وكيفية نقلها وتحليلها والوصول إلى المشتبه به».
التمرين الدولي للأمن السيبراني قدم محاكاة واقعية اختبارية لأنظمة الحماية في المنظمات القابلة للاستهداف، ويشهد التمرين مشاركة فرق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي والاستجابة لحوادث الحاسب الآلي إلى جانب فرق الاستجابة لحوادث الأمن السيبراني (CSIRT) من أكثر من 100 دولة، لتعزيز الشراكات الدولية والارتقاء بمستويات الأمن السيبراني في العالم.
نموذج الأمن السيبراني أو غرفة العمليات السيبرانية الوطنية شكل تعاوناً على مستوى دولة الإمارات مع أكثر من 15 قطاعاً، منها النفط والغاز والكهرباء والاتصالات والتعليم والصحة، لمعرفة ما هي الهجمات التي قد تتعرض لها.
ضم التدريب ورش عمل سيبرانية توعوية وتفاعلية متضمنة ورشاً بشهادات معتمدة، إضافة إلى تنفيذ التمارين السيبرانية المتطورة التي تحاكي أفضل الممارسات العالمية في التصدي للهجمات السيبرانية الخبيثة.
وأعرب الكويتي عن دعمه القوي لعرض غرفة الهروب السيبراني في معرض ومؤتمر جيسيك 2024، مؤكداً أهميتها في تعزيز الوعي والتعاون في مجال الأمن السيبراني.
وقال الكويتي «غرفة الهروب السيبراني تتوافق مع رسالتنا الرامية إلى تعزيز الوعي والتعاون في مجال الأمن السيبراني، ونرى أن هذا يمكن تحقيقه بالشراكة مع خبراء الصناعة، ونحن سعداء بالشراكة مع شركة إي إم تي للتوزيع ومركز دبي التجاري العالمي من أجل هذه المبادرة، وتستغرق كل جلسة 20 دقيقة وتتسع لفرق مكونة من 8 إلى 12 لاعباً».
وأضاف « الأمن السيبراني يعد قضية حاسمة في عالمنا المترابط اليوم، ونحن في دولة الإمارات ندرك تماماً أهمية حماية أصولنا الرقمية من التهديدات المتطورة».
وأكد أن مجلس الأمن السيبراني يعمل على تعزيز قدراته الأمنية السيبرانية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة وبناء القدرات البشرية، مشدداً على أهمية وضرورة التعاون الدولي لمكافحة التهديدات السيبرانية.
وأوضح أن المجلس مستعد للتعاون مع شركاء من جميع أنحاء العالم، مثل معهد سانس، لتبادل أفضل الممارسات وتطوير حلول مبتكرة، مشيراً إلى أن دورة «أمن الذكاء الاصطناعي 247» الجديدة من معهد سانس هي مثال متميز على التزام مجلس الأمن السيبراني في الدولة بتطوير مهارات القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني.
الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية
وشدد الكويتي على أنّ الذكاء الاصطناعي له القدرة على تحسين الأمن السيبراني بشكل كبير، ولكن من المهم أيضاً أن ندرك المخاطر المرتبطة به.
وقال أيضاً «لا شك أن التحول الرقمي تبعه تحول في استخدام التقنيات الحديثة، فشهدنا سحابة البيانات، وفي الوقت الحالي جميع الدول تعمل على تحصين معلوماتها، وشاهدنا البلوكتشين والذكاء الاصطناعي الذي يسهل جمع وتخزين كم هائل من البيانات».
وذكر أن الجهات المخترقة أيضاً تستخدم الذكاء الاصطناعي لشن هجماتها، مشيراً إلى تشات جي بي تي الذي قال إنها قادرة على صياغة رسائل لشن هجوم احتيالي بهدف الوصول إلى معلومات حساسة أو الوصول إلى نظام الكمبيوتر عن طريق إرسال رسائل مزيفة تبدو مشروعة.
بالمقابل يستغل مجلس الأمن السيبراني جميع أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل الهجمات والتصدي لها، ما يجعله سلاحاً ذا حدين وسط تزايد المحاولات لاستغلاله لإيجاد الحلول.