شهد مستشفى لانغون بجامعة نيويورك الأميركية أول عملية جراحية لزراعة الأعضاء تجمع بين مضخة قلب ميكانيكية وكُلية خنزير معدلة جينياً.
وأوضح المستشفى في بيان صحفي أن المريضة، ليزا بيسانو (54 عاماً)، كانت تعاني من قصور في القلب وأمراض الكُلى في مرحلتها النهائية التي تتطلب غسيل الكُلى الروتيني، لكنها لم تتمكن من إجراء عملية زرع قلب أو كلية عادية بسبب أمراض طبية مزمنة أخرى قللت بشكل كبير من احتمالية تحقيق نتيجة جيدة، بالإضافة إلى النقص العام في عدد الأعضاء المتبرع بها في الولايات المتحدة.
الحاجة إلى الأعضاء تفوق بكثير العدد المتاح، ففي كل يوم يموت 17 شخصاً في الولايات المتحدة جراء عدم توفر الأعضاء المطلوبة لزرعها.
وتعتبر الكُلى أكثر الأعضاء المتبرع بها ندرة، إذ تم زرع ما يقرب من 27 ألف كُلية في عام 2023، لكن كان هناك ما يقرب من 89 ألف شخص على قائمة الانتظار، وفقاً لشبكة شراء وزراعة الأعضاء الأميركية.
ويقول الخبراء إن عمليات زرع الأعضاء الحيوانية في البشر ضرورية لحل مشكلة النقص، ويقوم تحرير الجينات بإجراء تعديلات دقيقة على الحمض النووي للخنزير للمساعدة في منع جسم الإنسان من التعرف على أعضاء الحيوان على أنها غريبة ورفضها.
وكانت بيسانو قد حصلت على مضخة القلب في 4 أبريل نيسان، وتلقت كلية الخنزير المعدلة جينياً بالإضافة إلى الغدة الصعترية للخنزير في 12 أبريل نيسان، ويعتبر هذا الإجراء أول عملية زرع لأعضاء حيوانية في شخص لديه مضخة قلب ميكانيكية، بحسب مستشفى لانغون، وهي ثاني عملية زرع لكلية خنزير معدلة جينياً في مريض حي وأول عملية زرع مع الغدة الصعترية.
وأجريت أول عملية زراعة لكلية خنزير معدلة جينياً في مارس آذار الماضي في مستشفى ماساتشوستس العام بولاية بوسطن، وتمكن المريض ريك سليمان من العودة إلى منزله هذا الشهر.
كما تم زرع قلوب الخنازير في مريضين، لكنهما توفيا في غضون أسابيع من تلقي الأعضاء.
وقال الدكتور روبرت مونتغمري، مدير معهد لانغون لزراعة الأعضاء بجامعة نيويورك، الذي أشرف على الجراحة، إن بيسانو «كانت تزداد مرضاً، ويمكن قياس متوسط عمرها المتوقع في أيام أو أسابيع».
وأضاف «كانت تعاني من فشل في القلب والكلى، لكنها لم تكن مرشحة لإجراء عملية زرع قلب وكلى معاً بسبب ظروفها الصحية الأخرى».
وحصل أطباؤها على إذن من إدارة الغذاء والدواء الأميركية للقيام بالإجراءات الجديدة بموجب سياسات الوصول الموسع أو «الاستخدام الرحيم»، التي تمنح المرضى المصابين بأمراض مزمنة دون خيارات أخرى الوصول إلى المنتجات الطبية التجريبية خارج التجارب السريرية.
جاءت الكلية من خنزير وتم تعديلها وراثياً لتعطيل الجين المسؤول عن إنتاج السكر الموجود على سطح الخلايا الحيوانية المعروف باسم ألفا-غال، الذي يمكن التعرف عليه بواسطة الأجسام المضادة البشرية ومهاجمته، وتم وضع الغدة الصعترية للخنزير، التي تلعب دوراً في المناعة، تحت غطاء الكلية لمساعدة جهاز مناعة المريضة في التعرف على العضو.
وأشار مونتغمري إلى أن التعديلات الجينية المستخدمة في الخنازير في هذه الحالة أبسط بكثير من تلك المستخدمة في عمليات زرع الأعضاء الأخرى في البشر الأحياء.
(كاثرين ديلينجر-CNN)