يصف الخبراء شركات التكنولوجيا المالية بأنها «تلتهم كل شيء»، ويكمن السبب في سرعة نمو هذا القطاع عالمياً وفي المنطقة نظراً لقوته التحويلية في إعادة رسم القطاع المالي وجعله أكثر نمواً وسرعة وشمولية إذ أظهر هذا القطاع على الرغم من التقلبات السياسية والجيواقتصادية والتحديات التنظيمية والتشريعية مرونة وقدرة متواصلة على التأقلم.
وأظهرت الإمارات عامة، ودبي على وجه الخصوص، خلال السنوات الماضية التزاماً بالابتكار والتميز والقيادة المستقبلية في القطاع المالي سواء من حيث الانفتاح للتقنيات المالية الجديدة أو تحديث التشريعات والنظم أو تحفيز التمويل والمهارات والنمو لبيئة الشركات الناشئة ورواد الأعمال.
نظام بيئي متكامل
وقال محمد البلوشي الرئيس التنفيذي لمركز «إنوفيشن هب» في مركز دبي المالي العالمي لـ«CNN الاقتصادية» إن دبي قدمت منذ 2017 التحفيزات اللازمة لدعم الشركات الناشئة فيها ووفرت البيئة المتكاملة لمساعدتها على النمو والتوسع، الأمر الذي جعل دبي نقطة جذب للعديد من شركات التكنولوجيا المالية العالمية سواء من أوروبا أو شرق آسيا أو أميركا لتشكل اليوم موطناً لنحو 60 في المئة من الفينتك العاملة في الخليج.
وأضاف البلوشي أن مركز «إنوفيشن هب» الذي تم تحديثه وتوسعته مؤخراً، يضم اليوم نحو 900 شركة من مختلف أرجاء العالم منوهاً إلى تنوع حجم هذه الشركات من صغيرة ومتوسطة إلى يونيكورن -الشركات التي تبلغ قيمتها مليار دولار- أو ديكاكورن وهي الشركات التي تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار.
ومن المتوقع أن يصل حجم سوق التكنولوجيا المالية العالمية إلى 608 مليارات دولار بحلول عام 2029 وفقاً لشركة موردور إنتلجنس المتخصصة في أبحاث السوق والاستشارات، وتشير التوقعات إلى تحقيق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معدل نمو سنوياً مركباً يناهز ثمانية في المئة بين عامي 2024 و2028.
قمة الفينتك: فرص واعدة
وتعتبر قمة دبي للتكنولوجيا المالية، التي دشنها مركز دبي المالي العالمي العام الماضي، منصة استراتيجية تتماشى مع رؤية دبي لتصبح واحدة من أكبر أربعة مراكز مالية عالمية بحلول عام 2033.
وستضم القمة التي ستعقد في دبي بين السادس والسابع من مايو أيار بنسختها الثانية صناع القرار ومحافظي البنوك المركزية لبحث أبرز تحالفات شركات التكنولوجيا المالية العالمية وأحدث تقنيات مجال التكنولوجيا المالية.
وقال البلوشي إن القمة ستجمع أبرز الشخصيات الفاعلة في مجال التكنولوجيا المالية عبر الاستفادة من الموضوعات والأجندة المطروحة والتي تهدف إلى تعزيز الابتكار والشمولية والنمو على مستوى العالم.
وأوضح البلوشي أن القمة هذا العام ستركز على استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي والأصول الرقمية والمدفوعات الرقمية ودور رأس المال الاستثماري إلى جانب مواكبة النظم والتشريعات لهذه التطورات.
والجديد هذا العام بحسب البلوشي، هو مشاركة أكثر من 20 محافظاً للبنوك المركزية، وقد زاد عدد المشاركين من 5000 إلى 8000 مشارك من القادة التنفيذيين هذا العام، بالإضافة إلى أكثر من ألف مستثمر وأكثر من 300 متحدث أي بزيادة الضعف عن الدورة السابقة.