تعمل دولة الإمارات على ترسيخ مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في الوقت الذي أصبحت فيه البيانات محركاً رئيسياً في دعم القطاعات والتطور التكنولوجي الذي يحدث خلال فترات قياسية، إذ أطلقت الإصدار الثاني من نموذج فالكون اللغوي الكبير، على أن تطلق إصداراً جديداً بحلول نهاية الشهر الجاري.
وفي لقائه مع بيكي أندرسون، قال الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة بالإمارات، فيصل البناي، إنه منذ إطلاق الإصدار الأول من نموذج فالكون في العام الماضي، كان التحدي يتمثل في كيفية صنع الفارق، والتفوق في ظل المنافسة الشرسة في هذا القطاع الواعد؛ على الرغم من تسجيله كأفضل نموذج مفتوح المصدر من حيث الأداء عند إطلاقه.
وأضاف «هذا النجاح شجعنا لإطلاق فالكون 180 بي بعد بضعة أشهر، وبالأخص في سبتمبر أيلول من العام ذاته، ثم أعلن عن إطلاق مؤسسة فالكون لتعزيز تفانينا والتزامنا بالمصادر المفتوحة بشكل واضح، كما أعلنا عن شركة إيه آي 71».
وأفاد بأنه مع الإعلان عن نموذج (فالكون 2 11 بي) للنصوص، مؤخراً، فإن الأمر يسلط الضوء على سرعة التطور الذي يشهده الذكاء الاصطناعي وتحسن أدائه، مشيراً إلى أنه منذ إطلاق تشات جي بي تي في أواخر عام 2022، فإن الذكاء الاصطناعي يتحسن بوتيرة سريعة، من الدردشة الأساسية، إلى الدردشة الثنائية مع الأفراد وإلقاء النكات والسخرية أحياناً، وكتابة المقالات، والعمل في الهندسة والقانون والتعليم، وتصميم الصور، والنظر في النتائج الطبية أيضاً.
كما أوضح أن «خطة الإمارات، وهي دولة متنوعة ولديها مواهب من كل مكان، لذلك نحن نتطلع بالتأكيد إلى جذب المواهب من كل أنحاء العالم للعمل معنا، وهذا ما سنعلن عنه بحلول مايو أيار ويونيو حزيران المقبل، لنمنحك وصولاً أفضل إلى فالكون كما نقدم لهم الاستشارات، ومن ثم، يمكننا معاً إطلاق شركتك الناشئة في هذا المجال، فالعديد من المطورين الشباب يملكون أفكاراً مثيرة للاهتمام لإطلاق منتجاتهم».
التعاون لتحسين أدوات الذكاء الاصطناعي
في منتصف أبريل نيسان الماضي، أعلنت عملاقة التكنولوجيا الأميركية مايكروسوفت عن استثمار 1.5 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42، في صفقة يُنظر إليها باعتبارها لحظة فارقة في مستقبل الشرق الأوسط، إذ لفتت أنظار عمالقة التكنولوجيا حول العالم إلى أهمية المنطقة كوجهة استثمارية واعدة في المجال التكنولوجي.
وحول هذا الأمر، قال البناي إن هذا الاستثمار يعكس التعاون الوثيق عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، مرجحاً أن يكون هناك تعاون أكبر لتحسين المجالات المتعلقة بالحوسبة، والبرمجة أيضاً.
تدابير الاستدامة
حول الالتزام بمعايير الاستدامة خاصة مع التعهدات التي شهدها مؤتمر الأطراف للمناخ ( كوب 28)، قال البناي إن الإمارات تملك إمدادات طاقة تمكنها من دعم مجال الذكاء الاصطناعي، علماً أن نموذج (فالكون 2 11 بي)، والنموذج الذي تعتزم الشركة إطلاقه نهاية الشهر الجاري، سيعمل عليه فرقاً أصغر من العديد من منافسينا، وفي الوقت نفسه، يُبنى بحسابات أقل بكثير مما تتبعه المنصات المماثلة.
وأعرب البناي عن ثقته في خارطة الطريق المستقبلية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مشيداً بما يوفره الآن للأفراد أو الشركات أو الدول.