أعلنت شركة هواوي الصينية عن إطلاق أول سحابية عامة في مصر وذلك خلال حدث عالمي أقيم في العاصمة المصرية يوم الثلاثاء، ستوفر المنطقة السحابية في القاهرة خدمات سحابية مبتكرة وموثوقة وآمنة ومرنة للأفراد والشركات والمستخدمين الحكوميين، وستكون بمثابة بنية تحتية رقمية مهمة.
ويأتي الحدث التكنولوجي تماشياً مع أهداف الحكومة المصرية في تعزيز مكانة مصر في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وجعلها مركزاً إقليمياً لنقل البيانات وحلول الذكاء الاصطناعي، إذ تغطي منطقة القاهرة السحابية 28 دولة إفريقية وتسهم في دعم هواوي كلاود للتحول الرقمي للقطاعات الصناعية، وبذلك يصل إجمالي عدد مناطق هواوي كلاود إلى 33 منطقة حول العالم.
وقال رئيس مجموعة أعمال هواوي انتربرايز لقطاع المؤسسات والحوسبة السحابية بشمال إفريقيا، كولن هو، لـCNN الاقتصادية «اخترنا مصر قاعدة لخدمتنا السحابية لأن مصر هي المحور، فهي مركز الاتصال و90 في المئة من الكابلات البحرية العابرة للقارات تمر عبر مصر، وهذا يمنحنا ميزة كبيرة في البنية التحتية، وثانياً مصر هي مركز للموارد البشرية والمواهب»، وأوضح أن مصر كل سنة بها نحو مليون خريج، مؤكداً أن «هذا الكم من المواهب هو الأمل والمستقبل».
وأشار هو إلى أن افتتاح مركز البيانات (P1) من قبل الحكومة المصرية الشهر الماضي يدل على أن هناك ابتكارات عظيمة قادمة أيضاً، وقال «هذا يمنحنا ثقة كبيرة لتعزيز ثقتنا في الاستثمار في مصر».
ومن جهتها أكدت نائبة رئيس هواوي كلاود العالمية، جاكلين شي في كلمتها أثناء الحدث، أن شركة هواوي الرائدة في مجال توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تعتبر نفسها شريكاً رئيسياً للدولة المصرية في جميع جهودها لتحقيق التحول الرقمي، الذي يُعد أحد المحاور الرئيسة في تحقيق الاقتصاد الرقمي.
وقالت شي إن هواوي حرصت على اختيار مصر لتكون المقر الرئيسي لإطلاق المنطقة السحابية الجديدة «هواوي كلاود» لدعم مسيرة التنمية والتطوير في مصر ومنطقة شمال إفريقيا والتي تضم ما يقرب من 28 دولة، وأن اختيار مصر مقراً رئيسياً للسحابة جاء نظراً لكونها دولة كبرى في المنطقة تمتلك إمكانات كبيرة، فضلاً على امتلاكها صناعات كبيرة قادرة على التطور والتحول الرقمي.
نموذج اللغة العربية لدعم الذكاء الاصطناعي
كما أصدرت هواوي كلاود أيضاً نموذجاً جديداً للغة العربية، الذي يعد خطوة مهمة في دعم الشركات في المنطقة من خلال التحول الرقمي للصناعات، تدعم خدمة التعرف التلقائي على الكلام وظائف تغطي أكثر من 20 دولة ناطقة باللغة العربية، بمعدل دقة يصل إلى 96 في المئة، وهو أول أداة تحتوي على 100 مليار معامل بالعربية ضمن نماذج اللغات الموجودة في القطاع.
وتم تدريب النموذج باستخدام البيانات العربية الأصلية، ما يضمن فهماً دقيقاً للثقافة المحلية والتاريخ والعادات المعرفية والمزيد عن العالم العربي، بدلاً من الاعتماد على مجموعة من الأعمال والترجمة الإنجليزية، وسيوفر هذا النموذج الدعم اللازم لمختلف القطاعات الصناعية على حدة بقدرات الذكاء الاصطناعي، إذ يعتمد تدريب النموذج على مجموعات بيانات الصناعة التي تغطي الطاقة الرقمية والنفط، والغاز، والتمويل، والمزيد.
وعقبت شي «نحن نؤمن بأن كل دولة يجب أن تتمتع بقدرات الذكاء الاصطناعي للحفاظ على ثقافتها المحلية، وأنه ينبغي تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها باللغات المحلية، ما يمكّن الصناعات المختلفة من أن تصبح أكثر كفاءة».
استثمارات هواوي في المنطقة
وقال كولن هو إن هواوي ستستثمر 300 مليون دولار أميركي خلال السنوات الخمس القادمة لإنشاء أول منطقة سحابية عامة في مصر، والتي تقدم أكثر من 200 خدمة سحابية بما في ذلك منصات الذكاء الاصطناعي ومنصات البيانات ومنصات التطوير.
كما ستستثمر هواوي نحو 200 مليون دولار أميركي لدعم 200 شريك برمجيات محلي، وتمكين 1300 شريك، وذلك في سبيل بناء نظام بيئي محلي مزدهر للبرامج والتطبيقات في مصر.
أما بالنسبة للمنطقة، فستستثمر هواوي 30 مليون دولار أميركي لتدريب 10,000 مطور محلي وتعليم 100,000 متخصص رقمي، لدفع التحول الذكي في المنطقة.
وبالحديث عن خطط هواوي في دولة الإمارات، و السعودية، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، قال كولن «نحن نعمل بشكل وثيق في كلٍ من دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية وفي العديد من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، ونعتقد أن كل دولة تتمتع بميزة فريدة»، وأوضح أن «لدى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ميزة الموارد، لكن تتمتع مصر أيضاً بميزة فريدة، هي الاتصال والمواهب وما إلى ذلك»، معقباً «كل هذا سيعود بالنفع على جميع الدول العربية الكبرى».