يواجه الإعلام العربي 3 تحديات كبرى الفترة الأخيرة يتصدرها الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن استمرار الانتهاكات ضد الصحفيين الذي شهد ارتفاعاً في منطقة المشرق العربي.

أما ما يخص تطور الذكاء الاصطناعي فيتخوف الكثيرون من تأثيره على مستقبل المهن ومنها الصحافة، وخاصة مع ظهور تشات جي بي تي بنسخته الأخيرة. ويدور النقاش عما إذا كان المواطن الصحفي الذي لعب دوراً بارزاً في تغطية الأزمات مع استمرار الحرب في غزة وجنوب لبنان قد يكون أكثر تأثيراً في الرأي العام وبالتالي أسهم في إعادة هيكلة صناعة الإعلام.

ويقول سمير عطاالله الكاتب والصحفي اللبناني الحائز على جائزة شخصية هذا العام في منتدى الإعلام العربي الذي عقد في دبي هذا الأسبوع خلال مقابلة مع «CNN الاقتصادية» إن «ظاهرة المواطن الصحفي مؤقتة ولن تدوم وهي صحافة هوجاء تنقل الخبر دون رئيس ومدير تحرير ولا حتى مدقق لمراجعة المصادر».

هل يعيد المواطن الصحفي هيكلة عالم الإعلام؟

يعتبر أحمد المسلماني، الكاتب ورئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» أن الشباب الذين نقلوا الصور من أرض الحدث في غزة قاموا بجهد بارز في عملية نقل الخبر.

وأكد أن ما أثر في الجمهور والرأي العام ليس الرأي الذي أبداه هؤلاء، إنما المشاهد التي نُقلت كما هي، وبدورها، أكّدت راغدة درغام، الصحفية اللبنانية ومُؤسِسة بيروت انستيتيوت أن المواطن الصحفي هو مكمّل للصحفي ويعتبر شاهداً ينقل الصورة، ولكن لا يمكن استبداله بالصحفي لأن الصحفي يقوم بالتحقق من المصادر ومن مصداقية الخبر ويقيم الدوافع قبل عملية النشر.

انتهاكات متعددة ضد الصحفيين

ويقول عطاالله «الصمت ليس خياراً والصحفي يدافع عن القيم الاجتماعية والحق والحرية على حساب أي شيء آخر»، وذلك في سياق الحديث عن الانتهاكات الشتى التي يتعرض لها الصحفيون أثناء تغطية الأحداث والتي تشكل تحدياً أساسياً في نقل الخبر.

وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» قد نشرت تقريراً تحت عنوان التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2024، وسائل الإعلام ترزح تحت وطأة الضغوط السياسية. وفي تلك النسخة من التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2024، أكدت «مراسلون بلا حدود» أن هناك تراجعاً للمؤشر السياسي (أكثر من أي من المؤشرات الخمسة التي تقوم عليها منهجية تقييم البلدان) ب 7.6 نقطة.

وفي تقرير آخر للمنظمة، تبين أن في غزة وحدها، تم رصد مقتل أكثر من مئة صحفي من منتصف ديسمبر كانون الأول 2023 لغاية 20 مايو أيار 2024.

أمّا مؤسسة سمير قصير لحماية الصحافة فقد رصدت انتهاكات متعددة من قتل وتعديات جسدية وخطف وعرقلة العمل الصحفي وغيرها، ارتفعت إلى 2513 حادثاً في الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا من أواخر نوفمبر تشرين الثاني 2019 حتى آخر أبريل نيسان 2024.

هل يهدد تطور الذكاء الاصطناعي عمل الصحفيين؟

وقال عمر العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل عن بعد، الإماراتي، من منبر منتدى الإعلام العربي «إن فقدان الوظائف أو خلق فرص العمل في قطاع الإعلام في المستقبل سيعتمد على الأشخاص العاملين في هذا القطاع». وتابع العلماء قائلاً إن الشخص الذي يتبنى أدوات الذكاء الاصطناعي ويستخدمها في الوظيفة لن يخسر الوظيفة.

أمّا عطاالله فقد عبّر عن تخوفه من أن يغلب الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري واعتبر أنه «إن كان قادراً على صنع شر الإنسان فسيكون مدمراً».