شهدت الأسواق الأميركية نفور مستثمري شركات التكنولوجيا يوم الأربعاء وتراجعاً في الثقة بوعود الذكاء الاصطناعي، ووُصف هذا اليوم «بالأسوأ» منذ عام 2022، وأدى ذلك إلى هبوط حاد في مؤشر ناسداك 100 بنحو تريليون دولار مع انتشار ضبابية بشأن المدة التي ستستغرقها الاستثمارات الكبيرة في التكنولوجيا لتؤتي ثمارها.

وكان سهم شركة تسلا المملوكة لأغنى رجل في العالم إيلون ماسك قد شهد هبوطاً بأكثر من 12 في المئة بعد كشف الأخير عن مبادرة شركته الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة، أما تقرير الأرباح الذي أصدرته شركة ألفابت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء فقد تسبب في موجة بيع واسعة النطاق، كما هبط سهم الشركة بأكثر من 5 في المئة مسجلاً أسوأ أداء له منذ يناير كانون الثاني.

وسجّلت أسواق الأسهم هبوطاً حاداً بمليارات الدولارات يوم الخميس، وفق رويترز مع فرار المستثمرين إلى الملاذات الآمنة التقليدية مثل السندات والين والفرنك السويسري بسبب هبوط أسهم شركات التكنولوجيا العالمية. كما سجلت البورصات الرئيسية في أوروبا انخفاضاً بأكثر من 1 في المئة في التحركات المبكرة، إذ تفاعل المتداولون هناك وفي آسيا مع أسوأ يوم -الأربعاء- بالنسبة لمؤشر ناسداك منذ عامين.

انخفاض في أبرز المؤشرات

وانخفض مؤشر ناسداك بأكثر من 3 في المئة في أسوأ أيامه منذ أكتوبر تشرين الأول 2022، بحسب بلومبيرغ، وكانت قائمة المتخلفين تضم مجموعة من شركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بقيادة شركات أشباه الموصلات مثل إنفيديا وأرم هولدينغ وبرودكوم.

وقد دق حجم الانخفاض ناقوس الخطر، إذ إن الذكاء الاصطناعي الذي غذّى إضافة 9 تريليونات دولار للقيمة السوقية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في العام الماضي أخاف بعض المستثمرين من إمكانية انهيار هذا التقدم.

انخفض سهم شركة صناعة الرقائق إنفيديا على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 6.8 في المئة يوم الأربعاء فيما كانت شركات أخرى مصنّعة لأشباه الموصلات مثل سوبر مايكرو كمبيوتر وشركة إيه أس أم أل مالكي أكبر الأسهم المتخلفة في مؤشر ناسداك، وقد انخفض مؤشر ناسداك بأكثر من 7 في المئة من أعلى مستوى إغلاق له في 10 يوليو، وبعد ذلك أدى التضخم الأميركي الأقل من المتوقع إلى دوران السوق الدراماتيكية.

تراجعات متواصلة في الأسواق

وتشير العقود الآجلة إلى احتمالات بنسبة 100 في المئة بقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية في سبتمبر أيلول، كما أدى ارتفاع التقلبات في السوق إلى تفاقم الضغوط على الفائدة، ما أدى إلى انخفاض الدولار الأميركي بنسبة 0.7 في المئة مرة أخرى إلى 152.78 ين يوم الخميس.

وارتفعت أسعار السندات قصيرة الأجل كما انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين بمقدار ثلاث نقاط أساس أخرى إلى 4.3894 في المئة بعدما انخفض بمقدار أربع نقاط أساس يوم الأربعاء، كما تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتي أساس إلى 4.2622 في المئة يوم الخميس.

و

انخفض مؤشر أم أس سي آي الأوسع نطاقاً للأسهم العالمية بنسبة 1 في المئة، فيما انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 3.3 في المئة، وهو ما تفاقم بسبب انخفاض سهم نيسان موتور بنسبة 11 في المئة بعد انخفاض أرباحها الفصلية بنسبة 99 في المئة.

وانخفضت أسعار الأسهم الصينية وخام الحديد والنفط أيضاً بعدما قرر البنك المركزي في البلاد خفض أسعار الفائدة على المدى الطويل بشكل مفاجئ، وهو ما أدى إلى تأجيج المزيد من المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم.