بلغت قيمة سوق مراكز البيانات العالمية نحو 256 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في نمو هذه السوق.

ويُعتبر الذكاء الاصطناعي إحدى التقنيات الرائدة التي تسهم في تحويل مراكز البيانات التقليدية إلى مراكز بيانات أكثر كفاءة وذكاء؛ هذا التحول يسمح بالصيانة التنبؤية، وإدارة عبء العمل الذكي، وحل المشكلات بشكل استباقي، ما يعزز أداء وكفاءة هذه المراكز.

تبني الذكاء الاصطناعي في الخليج العربي

تشهد دول مجلس التعاون الخليجي اهتماماً متزايداً بتبني الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات، وتستثمر بكثافة في تطوير البنية التحتية الرقمية لتعزيز دورها كمراكز تكنولوجية رائدة.

وتستضيف الإمارات أكبر تجمع لمراكز البيانات في الشرق الأوسط بحصة سوقية تبلغ 46 في المئة، فيما تأتي السعودية في المرتبة الثانية في الحصة السوقية، وتعد سوق مراكز البيانات الأسرع نمواً في الشرق الأوسط.

التأثير البيئي لمراكز البيانات

عادةً ما تُعتبر مراكز البيانات ضارة للبيئة بسبب استهلاكها الكبير للطاقة وانبعاثات الكربون الناتجة عنها، ومع ذلك، تعمل شركات مثل شنايدر إلكتريك على تحسين كفاءة الطاقة في مراكز البيانات وتقديم حلول مستدامة لتقليل الأثر البيئي لهذه المراكز.

وتركز شنايدر إلكتريك على تطوير تقنيات مبتكرة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في مراكز البيانات.

وتشمل هذه التقنيات استخدام أنظمة تبريد أكثر فاعلية، ودمج مصادر الطاقة المتجددة في عمليات التشغيل، بالإضافة إلى تقديم حلول تكنولوجية متقدمة تسهم في تقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.

الذكاء الاصطناعي ودوره المستقبلي

يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في لعب دور حاسم في تطوير مراكز البيانات على مستوى العالم وخاصة في منطقة الخليج.

ومن المتوقع أن يسهم هذا الدمج في وصول قيمة سوق مراكز البيانات العالمية إلى 775 مليار دولار بحلول عام 2034، وهذه التوقعات تعكس أهمية الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والاستدامة في تحسين أداء مراكز البيانات وزيادة كفاءتها.

الاستدامة في مراكز البيانات في الشرق الأوسط

أشارت نائبة الرئيس الأول لقسم الطاقة الآمنة في شنايدر إلكتريك، ناتاليا ماكاروتشكينا، إلى أن الشرق الأوسط يحتوي على الكثير من النفط، ومع ذلك، تركز هذه البلدان بشدة على الطاقة الشمسية والبديلة، والاستدامة البيئية.

وقالت ماكاروتشكينا «لقد بنينا مركزاً للبيانات في الإمارات هذا العام بانبعاثات صفرية، مركز بيانات خالياً من الكربون، والذي يعد من بين أولى مراكز البيانات الخالية من الكربون».

وأضافت ماكاروتشكينا أن الإمارات والسعودية ودول أخرى في المنطقة تركز على الرقمنة مع مراعاة الاستدامة.

وأكدت ماكاروتشكينا أن هذه الدول لديها برامجها الخاصة للاستدامة البيئية التي تتبعها وتطلب من العملاء اتباعها، هذا التركيز على الاستدامة الذي نراه في الشرق الأوسط هو الأكثر تنظيماً.

دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الحياة

من جانبها، أكدت نائبة رئيس قسم التطوير بشنايدر إلكتريك شاهين ميران أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير الحياة بشكل إيجابي للبشرية.

وأوضحت ميران أن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على مراكز البيانات، ما يعني أن نمو الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة عدد مراكز البيانات.

في الختام يتضح أن الذكاء الاصطناعي والاستدامة يلعبان دوراً محورياً في مستقبل مراكز البيانات، فمن خلال تحسين كفاءة استخدام الطاقة والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن لمراكز البيانات أن تصبح أكثر كفاءة واستدامة؛ ما يسهم في تقليل الأثر البيئي وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وستستمر منطقة الخليج في تقديم نماذج رائدة في هذا المجال، مع التزام قوي بالابتكار والاستدامة.