زيارة تاريخية لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الولايات المتحدة تُعدّ الأولى من نوعها، تشكل، حسب ما قال الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولان أبي نجم، منفعة مشتركة للبلدين، لا سيما في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي والبحث في تدارك مخاطره.

تهدف الزيارة بشكل رئيسي إلى تسريع النمو الاقتصادي وإحداث نقلة نوعية في التعليم والرعاية الصحية ومواكبة تطور الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى استدراك مخاطره، في وقت تطمح فيه الإمارات إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، وهو ما أشار إليه أبي نجم في حديثه لـ«CNN الاقتصادية».

وأضاف «من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في نمو الناتج المحلي للإمارات بنسبة 14 في المئة، وهو ما سيؤمن آلاف فرص العمل الإضافية للدولة الخليجية».

وتشمل أوجه التنسيق الثنائي بين البلدين، أُطراً مختلفة منها التنموية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، فيما تجمعهما العديد من الشراكات الاقتصادية والأمنية، المرتبطة بالاتفاقيات الإبراهيمية للسلام عام 2019.

وفي ما يخص الإطار العسكري قال أبي نجم إن «الصراع العالمي العسكري اليوم بات فيه الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً قادراً على قلب مقاييس وموازين القوى، وهو لا بد سيكون محور نقاش بين الرئيسين لا سيما في ما يخص أمن البيانات وافتتاح مراكز بيانات محلية من شأنها الحفاظ على السيادة الرقمية للدول».

وتابع أنه «من مصلحة الولايات المتحدة التعاون مع الإمارات لما لديها من قوة اقتصادية وسياسية على الساحة العالمية».

التجارة الخارجية بين البلدين

بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية باستثناء الخدمات بين الإمارات والولايات المتحدة في عام 2023، نحو 39.5 مليار دولار، مقارنة بنحو 23.8 مليار دولار في عام 2022 حسب ما أشارت وكالة أنباء الإمارات.

وارتفعت واردات الإمارات من الولايات المتحدة لتصل إلى 25.9 مليار دولار في عام 2023 مقارنة بنحو 21.3 مليار دولار في عام 2022.

وزادت صادرات دولة الإمارات إلى الولايات المتحدة من 3.2 مليار دولار في عام 2022 لتصل إلى 3.9 مليار دولار في عام 2023، كما ارتفعت إعادة صادرات الإمارات إلى الولايات المتحدة في عام 2023 لتصل إلى 9.6 مليار دولار مقارنة بـ8.2 مليار دولار في عام 2022.

أما استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة فقد بلغت نحو 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة في الإمارات نحو 9.5 مليار دولار خلال المدّة ذاتها.

وتشمل القطاعات الرئيسية لاستثمارات الإمارات في الولايات المتحدة، الطاقة المتجددة والاتصالات والطاقة والعقارات والخدمات البرمجية إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.

يشار إلى أن العام الحالي شهد توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي أبرزها التعاون بين شركة «جي 42» الإماراتية وكل من «ميكروسوفت» و«إنفيديا» الأميركيتين.