في تصعيد غير مسبوق منذ اندلاع الصراع بين حزب الله وإسرائيل، أطلق حزب الله صاروخاً باليستياً باتجاه العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، مستهدفاً مقر وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، حزب الله اتهم الموساد بتنفيذ عمليات اغتيال قادة الحزب وتفجير أجهزة الاتصال الخاصة بأعضائه.
ومع ذلك، اعترض الصاروخ بواسطة نظام الدفاع الإسرائيلي المعروف باسم مقلاع داوود.
ما مقلاع داوود؟ وكيف يختلف عن الأنظمة الدفاعية الأخرى؟
نظام مقلاع داوود أو David’s Sling هو نظام دفاعي متقدم طور بالتعاون بين شركتي رافائيل الإسرائيلية ورايثيون الأميركية، يهدف هذا النظام إلى اعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والصواريخ الدقيقة، يُعدّ هذا النظام من أحدث الأنظمة الدفاعية في ترسانة إسرائيل، حيث تصل تكلفة اعتراض كل صاروخ بواسطة مقلاع داوود إلى نحو مليون دولار.
في المقابل، تعتمد إسرائيل بشكل أكبر على نظام القبة الحديدية الأكثر شيوعاً، والذي صُمم خصيصاً لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف، وتتميز القبة الحديدية بتكلفة أقل مقارنةً بـمقلاع داوود، إذ تصل تكلفة اعتراض كل صاروخ إلى نحو 50 ألف دولار. هذا الفارق الكبير في التكلفة يجعل من القبة الحديدية الخيار الأول لإسرائيل في مواجهة الهجمات الصاروخية قصيرة المدى، نظراً للعدد الكبير من هذه الهجمات.
تطور أنظمة الدفاع: سهم 2 وسهم 3
بالإضافة إلى مقلاع داوود والقبة الحديدية، طورت إسرائيل أيضاً أنظمة دفاعية أخرى ذات تكنولوجيا متقدمة مثل نظامي سهم 2 وسهم 3. سهم 2 مخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى، وتصل تكلفة اعتراض كل صاروخ بواسطة هذا النظام إلى نحو 3 ملايين دولار.
أما نظام سهم 3، فيُعد من أكثر الأنظمة الدفاعية تطوراً في العالم، إذ يستطيع اعتراض الصواريخ التي تأتي من الفضاء الخارجي، تصل تكلفة كل عملية اعتراض إلى ما بين 2 و5 ملايين دولار، ما يجعله أحد أغلى الأنظمة الدفاعية، ولكنه في الوقت ذاته الأكثر فعالية في التصدي للصواريخ بعيدة المدى.
مستقبل الدفاع الإسرائيلي: شعاع الحديد
إلى جانب الأنظمة التقليدية، تعمل إسرائيل حالياً على تطوير نظام جديد يعتمد على تكنولوجيا الليزر يعرف بـشعاع الحديد، هذا النظام يهدف إلى إسقاط الصواريخ والطائرات دون طيار باستخدام الليزر، فتعترض صواريخ على بعد 6 كيلومترات والميزة الكبرى لهذا النظام هي التكلفة المنخفضة بشكل استثنائي، إذ تقدّر أن تكلفة اعتراض أي هدف بواسطة شعاع الحديد بأقل من دولار واحد.
تحديات أمام أنظمة الدفاع: هل تكفي لحماية إسرائيل؟
على الرغم من أن إسرائيل تعتمد على مجموعة متنوعة من أنظمة الدفاع المتطورة، فإن هناك تساؤلات جدية بشأن مدى قدرة هذه الأنظمة على مواجهة التحديات المتزايدة، فالتقنيات الحديثة التي تعتمدها إسرائيل تتطلب تكاليف تشغيلية مرتفعة للغاية، ما يطرح تساؤلات بشأن قدرتها على الصمود في حال تصاعدت الهجمات الصاروخية.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن قدرة الأنظمة الاعتراضية قد تتراجع في حال تعرضت إسرائيل لهجمات مكثفة ومتعددة من أكثر من جبهة، فالموجات المتتالية من الهجمات قد تؤدي إلى استنزاف قدرات هذه الأنظمة، لا سيما في ظل التوسع المستمر في نطاق الحرب بين إسرائيل وحزب الله.