في حديث حصري لـ(CNN الاقتصادية)، اتهم وزير الإعلام اللبناني، زياد مكاري، إسرائيل بالمسؤولية عن حالات قتل الصحفيين الأخيرة، واصفاً إياها بالاستهداف المباشر للصحفيين من جانب إسرائيل، خاصة أنها حدثت في أماكن تظهر فيها الإشارات المميزة للإعلاميين سواء على ملابسهم أو معداتهم.
فقد قُتل صحفيان من قناة الميادين بالإضافة لأحد المدنيين اليوم الثلاثاء في قصف إسرائيلي في جنوب لبنان، وفقاً لما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، ما يرفع الحصيلة الإجمالية منذ الصباح الى أربعة قتلى، بعد مقتل امرأة في غارة إسرائيلية على منطقة أخرى، كما أعلنت قناة «الميادين» أنها «تنعى الشهيدين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري نتيجة استهداف إسرائيلي غادر» في جنوب لبنان.
لا تفرقة في الاستهداف
وأضاف مكاري في حديثه أن هذا الاعتداء وقع في ضوء النهار، ما يعزز احتمالات ارتكاب إسرائيل هذا العمل الإجرامي بشكل متعمد، وقال «أنا أحب أن أقول إن إسرائيل، بالتأكيد، هي تستهدف دائماً الصحفيين، ولا تميز بين من تستهدفهم، سواء كانوا أطفالاً أم شيوخاً أم صحفيين أو حتى أطباء في الفِرَق الطبية، إن استهداف الصحفيين يرتبط بشكل واضح بسياسة حجب الحقيقة والهمجية التي تمارسها إسرائيل، ويعكس ذلك بشكل واضح عدم الالتزام بمبادئ القانون والعدالة، ويؤكد أهمية نطق الحقيقة وتقديم العدالة في هذا السياق».
وقال مكاري إن السلطات اللبنانية ستقدم شكوى لمجلس الأمن بهذا الحدث، مثل ما فعلت مع مقتل عصام عبدالله الشهر الماضي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كما تقدمت البلاد بكتاب لمفوضية حقوق الإنسان في جنيف.
وأثناء الحديث عن الجريمة، أشار مكاري إلى أن هناك دلائل تشير إلى إمكانية وقوف إسرائيل وراء هذا الاعتداء على الصحفيين، وأنه سيتم العمل على تقديم هذه الدلائل الحسية والجنائية إلى مجلس الأمن.
وفي الختام، أكد الوزير اللبناني أهمية حماية الصحفيين واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم في المستقبل، وقال: «طلبنا من الطواقم الصحفية تكثيف الإجراءات لحمايتهم».
أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل
وتعليقاً على الحدث، قال رياض قهوجي، خبير في الشؤون العسكرية، إنه يصعب تحديد الجهة المسؤولة عن قتل الصحفيين يوم الثلاثاء بشكل جازم إذ يحتاج الأمر لتحقيقات أكبر للتعرف على هوية الطرف المسؤول، لكنه لفت إلى أن هناك العديد من الدلالات التي تشير لمسؤولية إسرائيل عن الحادث.
وأشار إلى أن الصحفيين المستهدفين كانوا يرتدون السترات وأغطية الرأس المميزة للصحفيين، ما يعزز احتمالات استهدافهم بشكل متعمد، موضحاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف الإعلاميين.
فهذه هي المرة الثالثة التي تستهدف فيها إسرائيل الصحفيين خلال الـ40 يوماً الماضية، واستشهد قهوجي في حديثه بواقعة استهداف فريق قناة الجزيرة ومصور وكالة رويترز عصام عبدالله في أكتوبر تشرين الأول.
الجيش الإسرائيلي: الحادث قيد المراجعة
ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN إنه على علم بحادثة قتل الصحفيين في جنوب لبنان والادعاءات التي تتهم نيران القصف الإسرائيلية بالتسبب في الحادث، لافتاً إلى أن الأمر “قيد المراجعة”.
وقال الجيش الإسرائيلي أن جنوده قاموا بعمليات عسكرية في منطقة الجبين التي تمثل مركزاً لإطلاق صواريخ حزب الله اللبناني، على حد وصف الجيش.
وأضاف أن تلك المنطقة “تشهد أعمالاً عدائية نشطة، ويحدث فيها تبادل لإطلاق النار”، محذراً من خطورة التواجد بالمنطقة.