على هامش منتدى الإعلام العربي 2024 الذي انطلق من دبي، يتساءل الكثيرون إن كانت صناعة المحتوى ستهيمن على صناعة الأخبار وتستبدلها.. لكن بحسب الخبراء، التكامل بينهما ضروري.
ينطلق المنتدى هذا العام في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدُها مجال الإعلام عالمياً وعربياً، وفي مقدمتها تغير طرق استهلاك الأخبار والمحتوى مع هيمنة منصات التواصل الاجتماعيّ والإعلام الجديد أو ما يسمى بصناعة المحتوى.
وبحسب مازن حايك، مستشار الرؤساء التنفيذيين في الإعلام والتواصل والتكنولوجيات النظيفة، فصناعة المحتوى وصناعة الأخبار حتماً لا تتعارضان، إذ إن صناعة المحتوى هي صناعة متكاملة، وتعتبر صناعة الأخبار وشؤون الساعة جزءاً منها.
وفي هذا الإطار تقول صانعة المحتوى شذى اليمن، إنهما مختلفتان، إذ إن صناعة الأخبار تتطلب جدية في كل الأوقات، في حين أن لصناعة المحتوى حرية أكبر لإضافة بعض المشاعر في عناصر الخبر وتقديمه بطريقة مختلفة.
صناعة المحتوى.. صعود مستمر
وصل عدد صانعي المحتوى عالمياً في 2024 إلى نحو 300 مليون شخص بعد أن شهد ارتفاعاً على مستوى العالم بنسبة 314 في المئة بين عامي 2021 و2023 بحسب تقرير اقتصاد صانعي المحتوى لوكالة «إنفلوينسر ماركتينغ فاكتوري».
وفي هذا السياق، توقعت مؤسسة جولدمان ساكس للأبحاث عام 2023 أن ينمو عددهم بمعدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 10 و20 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة.
أما من الناحية الاقتصادية، فبلغَ حجم صناعة المحتوى عالمياً 250 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتخطى 500 مليار بحلول عام 2027.
ويدخل العالم العربيّ في هذا المجال بجدية إذ يشكل الإنفاق على المحتوى الرقميّ 46 في المئة من قيمة الإنفاق العربيّ المتوقع على الإعلام، والبالغ 22 مليار دولار وذلك بحسب ما ورد خلال قمة المليار متابع في يناير 2024.
وتشير التقارير إلى أنه في حين يمكن لصانعي المحتوى أن يكسبوا أكثر من 50 ألف دولار سنوياً، فإن هذا الرقم يتقلب بشكل كبير على حسب حجم العمل الذي يقومون به.
12 في المئة من صانعي المحتوى المتفرغين فقط يكسبون أكثر أو نحو 50 ألف دولار سنوياً، بينما يكسب 46 في المئة من منشئي المحتوى أقل من ألف دولار سنوياً.
يتكرر هذا النمط إلى حد ما بالنسبة لصانعي المحتوى الذين يعملون بدوام جزئي، إذ إن 3 في المئة فقط من المبدعين الذين يعملون بدوام جزئي لديهم إيرادات سنوية تتجاوز 50 ألف دولار، في حين أن 68 في المئة يكسبون أقل من ألف دولار سنوياً.
صناعة المحتوى في غرف الأخبار
ارتفاع أعداد صناع المحتوى والاقتصاد الناتج عن صناعة المحتوى يشير إلى اهتمام العديد من الأشخاص بهذا النوع من التقديم، وبسبب اتجاه استهلاك المحتوى والأخبارِ عبر الوسائل الرقمية رأى الخبراء أنه من الضروريّ دمج الإعلام الجديد وصناعِ المحتوى في غرف الأخبار.
ويقول حايك في هذا الإطار إن غرف الأخبار استطاعت إيجاد مقاربة جديدة في تقديم الخبر بطريقة تتماشى مع تجربة المستخدمين بعد دمج صانعي المحتوى فيها رغم تشكيك البعض في مدى مصداقية الأخبار بهذه الطريقة.
ويعتبر الحايك أن غرف الأخبار باتت متعددة الأوجه اليوم مع المواد التحريرية والعامل البشري والمعايير المهنية والأخلاقية والتكنولوجية الحديثة في الوقت ذاته، وهذا الأمر بات ضرورياً لعدم خسارة جيل الشباب الذي يفضل الاعتماد على المواد التي يقدمها صناع المحتوى.