يبدو أن الوصول إلى هدف «صافي انبعاثات كربونية صفرية في قطاع الطيران بحلول 2050» ليس بالأمر السهل، ويتطلب تضافر جهود كل المعنيين في القطاع من مصنعين وشركات طيران وحكومات.

هذا ما اتفق عليه عدد من مسؤولي قطاع الطيران خلال اليوم الثاني من فعاليات الدورة العاشرة من «قمة العرب للطيران» التي تنعقد في رأس الخيمة.

الوصول إلى الهدف الخاص بانبعاثات قطاع الطيران يرتبط بشكل أساسي بـ« الوقود المستدام» الذي سيكون الداعم الأكبر لهذا التوجه، لكن الإنتاج بالقدر الكافي والوصول إلى أسعار مناسبة للشركات يتطلبان سياسات تحفيزية.

وقال خالد العيسوي مدير منطقة الخليج والشرق الأدنى في الاتحاد الدولي للنقل الجوي « إياتا» في حديثه لـ«CNN الاقتصادية» «الوقود المستدام غير متوفر بالشكل المطلوب في الوقت الحاضر، ففي عام 2022 غطى الوقود المستدام نحو 0.1% من احتياجات قطاع الطيران للوقود».

وأشار العيسوي خلال القمة التي تعقد تحت شعار «الاستدامة وتأثيرها المباشر على مفاهيم السفر والسياحة في العصر الحالي» إلى أن الإنتاج الحالي للوقود المستدام بحدود 100 مليون لتر في السنة، بيد أن المستهدف نحو 450 مليار لتر، أي زيادة بواقع 4500 مرة من المستوى الحالي للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني في 2050.

وقال العيسوي «التكنولوجيا متوفرة لإنتاج الوقود المستدام بالكميات المطلوبة، ولكن لا بد من إيجاد سياسات تحفيزية للمنتجين، حتى تكون الأسعار في متناول شركات الطيران».

ومن جهته قال عادل العلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران» ورئيس القمة «إن السنوات القليلة الماضية أظهرت مدى مرونة الصناعة في مواجهة التحديات، متوقعاً أن يكون عام 2023 إيجابياً لقطاعي الطيران والسياحة».

وأشار العلي في حديثه لـ«CNN الاقتصادية» إلى وجود تحديات يواجهها قطاع الطيران، والاتهامات موجهة إلى الشركات دائماً عند الحديث عن الاستدامة أو عن أسعار التذاكر أو غير ذلك من قضايا تتعلق بالقطاع، ولكن المسؤولية جماعية، ولا بد من العمل المشترك بين جميع الأطراف المعنية في القطاع.

وأشار عبدالوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، إلى أن المنطقة كانت قريبة من مستويات حركة السفر والطيران في 2019، مؤكداً أن تحقيق الاستدامة في مجال الطيران يتطلب من جميع الأطراف العمل.

وتحدث تفاحة عن فترة الجائحة والقيود التي فرضت على حركة السفر، وأضرت بالقطاع، متسائلاً «ماذا كنا ننتظر من شركات الطيران حينها فيما يخص الموظفين».