استيقظ الحجاج في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء في مدينة مِنى السعودية -أكبر مدينة خيام في العالم- للاستعداد لواحدة من أهم مناسك الحج، وهي الوقوف على جبل عرفات، وسط أجواء روحانية مبهجة.

وبدأ موسم الحج السنوي يوم الاثنين، بانتشار الحجاج في مكة المكرمة حول الكعبة المشرفة، استعداداً لأداء مناسك الحج الذي عاد إلى كامل طاقته لأول مرة منذ جائحة كورونا.

وتواصل المملكة جهودها لتحقيق موسم حج استثنائي هذا العام، بعدما عانت لسنوات من ضعف أعداد الحجاج، الذي نال من مصدر من مصادر الدخل الرئيسية للبلاد.

كيف يستفيد الاقتصاد السعودي من موسم الحج؟

أضاف النفط تريليونات الدولارات إلى خزائن المملكة على مدى عقود طويلة، لكن الرياض تدرك جيداً أن هذا المورد المهم سينفد يوماً ما، أو يفقد قيمته مع تحول العالم نحو مصادر الطاقة البديلة.

لذا شرعت المملكة منذ سنوات في تنفيذ مشروع طموح لتنويع مصادر إيراداتها لتأمين مستقبل ما بعد النفط، ويأتي الحج في مقدمة هذه المصادر، فهو حدث سنوي يجذب ملايين المسلمين حول العالم.

دخل السعودية من الحج

وتستهدف البلاد زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليون شخص سنوياً، لزيادة إيرادات الحج السنوية إلى نحو 50 مليار ريال (13.32 مليار دولار) بحلول عام 2030.

كما تخطط المملكة للاستفادة من قدوم الحجاج والمعتمرين في جوانب أخرى، مثل تنشيط حركة البيع والشراء، وتحصيل الضرائب المختلفة كضريبة القيمة المضافة، وتجارة الملابس والهدايا.

عودة الحج لمستويات ما قبل الجائحة

بلغ عدد الحجاج خلال موسم 2022 الماضي 899 ألفاً و353 حاجاً، بينهم 779 ألفاً و919 من خارج المملكة، وهو تحسن كبير مقارنة بموسم 2021 الذي اقتصر على مشاركة 60 ألفاً فقط من داخل المملكة بسبب قيود جائحة كورونا، وفقاً لبيانات وزارة الحج والعمرة.

أما عدد الحجاج عام 2020، فاقتصر على نحو عشرة آلاف حاج من داخل السعودية فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون عام 2019 من أرجاء العالم كافة.

وبعد أعوام من ضعف مستويات الحجاج بسبب المخاوف الصحية، تتوقع المملكة موسماً استثنائياً هذا العام، ما يدعم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الحجاج الوافدين من خارج المملكة هذا العام مليوني حاج، وهي أكبر مشاركة منذ فترة ما قبل الجائحة.

الحجاج يتجاهلون ارتفاع الأسعار

حج عام 2023 قد يكون الأغلى في التاريخ، نظراً لزيادة معدلات التضخم في أنحاء العالم، وارتفاع الرسوم التي فرضتها السعودية على الحجاج، إلى جانب تزايد أسعار تذاكر الطيران والإقامة في الفنادق.

ومع ذلك، يبدو أن الحجاج المسلمين لم يثنهم التضخم عن أداء الشعيرة، إذ تتزايد أعداد الوافدين إلى المملكة لأداء الحج هذا العام لتنافس مستويات ما قبل الجائحة.

وقال وزير الحج والعمرة توفيق بن فوزان الربيعة، «تفتح البلاد أبوابها لأكثر من مليوني حاج قادمين من أكثر من 160 دولة حول العالم، شهدنا أكثر من 1.7 مليون حجز طيران إلى السعودية حتى الآن، والأعداد في تزايد».