من منطاد يطل على «العلا» حتى مرتفعات «حافة العالم» الصخرية، صنع الزمن أبرز معالم السياحة الجيولوجية في السعودية حتى أصبحت واحدة من الدول الغنية بالمواقع الجيولوجية المنتشرة في جميع مناطقها ومدنها.
تنتشر الوجهات السياحية وتتعدد الرحلات وتختلف المسميات، ولعل السياحة الجيولوجية كمفهوم غير شائع إلى حد ما بين محبي السفر، لكنها من الأنماط السياحية الحديثة والمتنامية.
إذاً ما هي السياحة الجيولوجية؟
تُعنى السياحة الجيولوجية بهوية المناطق وتعززها، مع مراعاة الجيولوجيا والبيئة والثقافة وعلم الجمال والتراث ورفاهية سكانها، هكذا بدأ أستاذ السياحة والضيافة المشاركة في جامعة أم القرى، علي القاسم، وصفه لها في حديثه مع منصة «CNN الاقتصادية».
وأضاف القاسم أنها «من أشكال السياحة الطبيعية التي توفر تجربة غنية من خلال استكشاف الثراء الجيولوجي؛ كاكتشاف الينابيع الحرارية والفوهات البركانية والمنتجعات الصحية الطبيعية والتشكيلات الصخرية».
لكن كيف تختلف السياحة الجيولوجية عن نظيرتها البيئية؟
قال رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، عبدالله بن محمد العمري، لمنصة «CNN الاقتصادية»، إن البيئية «تعتبر شكلاً من أشكال التنمية المستدامة».
وفي جوهرها، هي محاولة متعمدة للحفاظ على المواقع السياحية الطبيعية للأجيال المقبلة، كما تشمل الأنشطة القائمة على الطبيعة التي تزيد من تقدير الزائر وفهمه للقيم الطبيعية والثقافية. إنها تجارب تُدار لضمان استدامتها بيئياً واقتصادياً واجتماعياً، ما يسهم في رفاهية وحفظ المناطق الطبيعية والمجتمعات المحلية».
وأضاف العمري أن «مفهوم السياحة الجيولوجية ظهر للمرة الأولى في 1995 من قِبل توماس هوز، لتشكّل وسيلة لتعزيز الحفظ الجغرافي وفهم التراث، كما تعزز المسؤولية البيئية والاجتماعية والاستدامة»، وأفاد العمري بأن السياحة الجيولوجية الآن هي «جزء من السياحة الجغرافية كما تركّز على السمات غير الحيوية مثل التراكيب الجيولوجية من فوالق وطيات وعلى فوهات البراكين الخامدة ومجموعة كبيرة جداً من الأحافير من كل الأزمنة الجيولوجية».
وقال «إن المنظور (الجغرافي) يرى السياحة الجيولوجية على أنها سياحة مستدامة. في المقابل، يرى المنظور (الجيولوجي) أنها شكل من أشكال السياحة التقليدية».
ومع نمو السياحة الجيولوجية، نشأ مخطط تصنيف للخصائص الجيولوجية، وأخذ في الاعتبار القيمة الجيولوجية للموقع وعكس تصورات وتقييمات السائحين.
بدوره، قال مدير إدارة السياحة الجيولوجية في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية يحيى بن عبدالله آل مفرح لمنصة «CNN الاقتصادية»، إن «سياحة الكهوف جزء من السياحة البيئية وأحد أشكال سياحة المغامرات، وهناك أكثر من 5 آلاف كهف سياحي حول العالم تعمل على جذب عدد كبير من السائحين، ما يقارب من 250 مليون سائح على مستوى العالم، بمعدل إنفاق يصل إلى 8 مليارات ريال، وكذلك تسهم في توفير فرص عمل تصل إلى 200 ألف فرصة عمل، الأمر الذي يبرهن على نجاح هذا النمط السياحي».
وأضاف آل مفرح «نظراً لما تمتلكه السعودية من أعداد ضخمة من الكهوف والدحول، التي يمكن استغلالها من النواحي العلمية والسياحية، لذا أُدرجت ضمن أولويات الهيئة في إبراز أهميتها باختلاف أنواعها، الجيرية منها والأنفاق البازلتية، إضافة إلى كهوف الحجر الجيري».
طبيعة السياحة الجيولوجية في السعودية
تحظى السعودية بالعديد من المواقع الجيولوجية في جميع مناطقها ومدنها، بسبب التنوع الجغرافي لها، وبدأ استغلال هذه الطبيعة لتكون جزءاً مهماً من التنمية السياحية.
قال القاسم إن «السياحة الجيولوجية في السعودية تمتاز بمساحتها الشاسعة وطبيعتها المتنوعة من صحراء وبحار وجبال وأودية وسواحل، كل ذلك مكّن السائحين من الاستمتاع بتجارب استكشافية لمعالم يعود تاريخها إلى آلاف السنين».
وأضاف أن «تنوع السجلات الصخرية يعد إرثاً جيولوجياً يمكن وضعه على خريطة السعودية السياحية، وهذا يتطلب إنشاء متنزهات جيولوجية على قمم الجبال وبين أوديتها لتوعية الجمهور وتثقيفه بأهمية السياحة الجيولوجية».
بدوره، أوضح آل مفرح أن السعوديةِ حباها الله بموقع جغرافي استراتيجي متميز على مساحة قرابة مليوني كيلو متر مربع، إضافة إلى تنوع كبير وفريد في طبيعتها الجيولوجية، وتضاريسها؛ فبيئتها الجيولوجية تختلف من مكانٍ إلى مكان، ما بين صحراوية وجبلية وساحلية، وأراضٍ رطبة يجب استغلالها، والعمل على تقييمها، ما يعزز أهمية إدراجها ضمن خطط تنويع روافد الاقتصاد الوطني كوجهات سياحية تسهم في جذب السُياح والهواة، وفقاً لمستهدفات رؤية 2030.
وذكر «أن السعودية تمتاز بطول ساحلها الغربي المطل على البحر الأحمر، ويبلغ عدد الجزر التي تتبع لها جغرافياً نحو 1150 جزيرة، مختلفة في النوع وفي المساحة، كما بلغ عدد الجزر المطلة على الخليج العربي نحو 150 جزيرة، تختلف في أنواعها؛ منها الجزر الرملية والبركانية والجزر الصخرية مرجانية التكوين».
الطبيعة الجيولوجية في السعودية بين العلم والانتشار السياحي
قال القاسم إنه من الصعب حصر أبرز معالم السياحة الجيولوجية في السعودية قائلاً «هناك اليمامة في منطقة القصيم التي تتميز بتشكيلات صغرية ملفتة ومنحدرات جبلية شاهقة، وكذلك موقع الوجه وموقع الجبل الأسود، والمتنزه الجيولوجي في وادي الرمة، وموقع طويق، ومثلاً منطقة الطائف تتميز بتشكيلات صخرية عجيبة وهي أهم المواقع الجيولوجية إذ يمكن للسائحين استكشاف التكوينات الصخرية».
أما العمري فقد أعطى وصفاً دقيقاً عن الطبيعة الجيولوجية في السعودية، قائلاً «يوجد آلاف المعالم من كهوف وصخور نارية وأحافير تعود إلى مختلف العصور مثل الأشجار المتحجرة، وطبعات أقدام الديناصورات، والأمونيات، وأصداف الرخويات»، مضيفاً «هناك جبل طويق الجوراسي العمر، الذي تكون ما بين 135 إلى 180 مليون سنة ماضية، ويمتد إلى أكثر من ألف كيلو متر من شمال الزلفي إلى جنوب شرق وادي الدواسر».
وفي الشمال، يقع موقع «غار العمة» في مدينة القريات والعيون الكبريتية في قرية كاف، وقرية عين الحواس وأماكن استخراج الملح في القريات التي يمكن تطويرها سياحياً، إضافة إلى العيون الحارة بالخوبة جنوب شرق مدينة جازان بمسافة 70 كم، وعلى ارتفاع 160م من منسوب سطح البحر، ويشتمل الموقع على عدد أربعة عيون، وتتراوح درجات حرارة المياه الخارجة منها بين 58 و75 درجة مئوية، حسب ما أفاد العمري.
هناك المناطق البركانية المُسمَّاة بالحرات، وتنتشر عليها مئات البراكين الخامدة، وتأتي كالتالي من الجنوب إلى الشمال: حرة السراة، البرك، البقوم، النواصف، هادان، الكشب، رهط، حلة أبو نار، خيبر، العويرض، الشامة والحماد.
وأوضح أن «حرة رهط وحدها نحو 700 مخروط بركاني، كما أنها صُنفت من قبل الهيئة العليا للسياحة، كأول متنزه جيولوجي في السعودية يمثّل متحفاً بركانياً مفتوحاً».
كما أضاف أن السياحة الجيولوجية في السعودية تشمل أيضاً الأشكال الجيوموفولوجية لصخور الميوسين لجبال برقاء الركبان غرب الأحساء، والمغارات، إضافة إلى رمال النفوذ الكبير شمال حائل والربع الخالي الذي يعتبر أكبر جسم رملي متصل في العالم.
وفي جنوب غرب العبيلة، يقع أحد مواقع ارتطام نيزك بالأرض تُسمّى «الحديدة»، فضلاً عن مناطق الرمال الأخرى مثل الجافورة والدهناء، وتتمتع السعودية بظاهرة ورود الصحراء شمال بقيق، والأشجار المتحجرة في القصيم التي تعود للعصر البرمي منذ أكثر من 240 مليون سنة، وكذلك الموجودة شرق الرياض التي تعود إلى لعصر الطباشيري لأكثر من 70 مليون سنة.
إن كانت السعودية تتمتع بكل تلك المعالم السياحية التي تعكس طبيعتها الجيولوجية وإرثها التاريخي، فكيف يتفاعل معها السائحون؟ وما الناتج الاقتصادي لهذا النوع من السياحة خاصةً مع اهتمام السعودية بهذا القطاع لتنويع روافد الاقتصاد؟
الناتج الاقتصادي للسياحة الجيولوجية
تولي السعودية اهتماماً خاصاً بالسياحة، ومؤخراً، كشف وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، خلال كلمته في «منتدى الاستثمار السعودي الفرنسي» الذي أقيم في يونيو حزيران، عن توقعات الوزارة بنمو القطاع بنحو 130 في المئة بحلول 2032، علماً أن أحدث التقارير أوضحت مساهمة القطاع في الناتج المحلي بنسبة 4.45 في المئة، وسط خطط السعودية لاستثمار أكثر من 800 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة لتعزيز نمو القطاع.
كان وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، قال في كلمته بالمنتدى ذاته، إن السعودية أصبحت وجهة سياحية عالمية، موضحاً أن السعودية استفادت من اعتماد منظمة «اليونسكو» للمواقع السياحية الأثرية فيها، ما انعكس على القطاع باستقبال أكثر من 100 مليون سائح، وإضافة نحو 130 ألف غرفة فندقية لخدمة العدد المتزايد منهم.
وقال آل مفرح «إننا في هيئة المساحة الجيولوجية ماضون في تنفيذ خطوات استراتيجية لتطوير المواقع الجيولوجية والاهتمام بها وإدراجها على الخارطة السياحية الجيولوجية في السعودية بشكلها العلمي والسياحي، إذ يسهم تكامل الأدوار وتوحيد الجهود بين القطاعات ذات العلاقة بداية من هيئة المساحة الجيولوجية ووزارة السياحة وهيئة التراث وهيئة المتاحف، والهيئات الملكية، وهيئات تطوير المدن والمحميات الطبيعية، وهيئة الحماية الفطرية، بهدف خلق مستقبل اقتصادي وسياحي واعد، يمكن من خلاله وضع السعودية على خارطة السياحة الجيولوجية العالمية».
وأضاف أن «المسوحات الشاملة لاكتشاف المواقع الجيولوجية المتميزة في شكلها العلمي والسياحي نتج عنها اختيار عدة مواقع لتصبح محميات طبيعية ومتاحف جيولوجية وطنية ترتكز على تحقيق مصادر اقتصادية مجزية، وهناك المزيد من المواقع الجيولوجية التي تعمل عليها الهيئة، بهدف زيادة وتفعيل هذه الصناعة محلياً وعالمياً».
من جهته، قال المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للسياحة، عبدالله الدخيّل، لـ«CNN الاقتصادية»، إنه «من المتوقع أن تخلق صناعة السياحة في السعودية أكثر من 1.6 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، ما يرفع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 في المئة، ومن المتوقع أن ينمو إجمالي الإنفاق على السياحة الدولية بنسبة 82 في المئة إلى أكثر من 560 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030».
وأوضح أنه «مع 93 مليون زيارة العام الماضي، تفوقت السعودية على كل التوقعات وتحدد الوتيرة على مستوى العالم»، ووفقاً لمنظمة السياحة العالمية، فصناعة السياحة في السعودية الآن في المرتبة الثانية الأسرع نمواً في العالم بالتزامن مع نمو الوافدين الدوليين في الربع الأول من 2023، مسجلة نمواً بنسبة 64 في المئة مقارنة بالربع الأول من 2019، كما وفرت السعودية أكثر من 836 ألف فرصة عمل جديدة على المستوى المحلي، ما رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 5.3 في المئة.
السعودية متحف جيولوجي مفتوح
تخطي الصخور روايات عن معظم العصور الجيولوجية، وقال العمري إن «السعودية متحف جيولوجي مفتوح تكشف فيه الصخور عن معظم العصور الجيولوجية، بدءاً من صخور القاعدة التي تشكل صخور الدرع العربي، تعلوها صخور دهر الحياة الظاهرة (حقبة الحياة القديمة والمتوسطة والحديثة) والتي يمتد عمرها من 550 مليون سنة حتى وقتنا الحاضر».
وأضاف «في ظل وجود هذا المتحف الجيولوجي المكشوف على أراضي السعودية يمكن أن يُستغل كرافد مهم للاقتصاد، ومحور أساسي في رؤية 2030 كمصدر جديد من مصادر الدخل القومي، فهناك إمكانية لتأسيس الحدائق الجيولوجية، وهي الأراضي ذات مكونات جيولوجية فريدة، وبلغ عددها حتى الآن 54 حديقة حول العالم تنتشر في 17 بلداً».
وأكد قائلاً «لا تقتصر الأهمية الاقتصادية للسياحة الجيولوجية كمصدر للدخل على السياحة الداخلية بل يمكن استغلالها كمصدر للعملة الصعبة من السياحة العلمية من جميع أنحاء العالم».
كما اتفق في ذلك آل مفرح الذي أوضح «هذا المتحف الجيولوجي يضم معالم متنوعة تشكلت بشكل طبيعي في طبقات الحجر الرملي والجيري، وكذلك تنوع المنكشفات الطبوغرافية المختلفة من أودية وجبال وكهوف وأحافير، ومواقع لمناجم تعدينية قديمة، وسهول وهضاب متميزة، وشواطئ منها صخرة الجمل في محافظة الوجه وهي عبارة عن تكون صخري تشكل بفعل عوامل التعرية من ملايين السنين، وكذلك صخرة التين في محافظة الوجه وهي تشكيل صخري من صخور الحجر الجيري تكون نتيجة لعوامل التعرية يشبه ثمرة التين، ووادي الديسة في محافظة تبوك المليء بالتشكيلات الصخرية، كما يمتاز بغطاء نباتي كثيف وعيون وينابيع مياه».
جلب الاستثمارات وتوفير فرص العمل
يبدو أن السياحة الجيولوجية في السعودية تملك مستقبلاً واعداً، فوفقاً للقاسم، فإنه يمكنها جذب الاستثمارات، وقال «يمكن تحقيق رؤية 2030 وتحديداً فيما يخص التنمية السياحية، من خلال تطوير المناطق الجيولوجية السياحية والاستفادة القصوى منها بتوفير الخدمات السياحية اللازمة، وتطوير البنية التحتية الملائمة، وتوفير الأنشطة الترفيهية، وبالتالي جلب الاستثمارات لها وتوفير فرص العمل في المناطق الجيولوجية؛ من خلال توفير الدعم والتسهيلات اللازمة للمشاريع السياحية الجيولوجية الجديدة مثل مشاريع المغامرات المختلفة والتخييم».
بدوره، أضاف الدخيل أن «السعودية خصصت 800 مليار دولار للسياحة، وهذا يجعلها مكاناً مثيراً للمستثمرين، مع فرص استثمارية بقيمة ستة تريليونات دولار حتى 2030.. الاستثمار في السعودية فرصة لا مثيل لها، وقد تعاونا مع العديد من الشركاء المتشابهين في التفكير عبر تراثنا وعروضنا الطبيعية والثقافية».
برامج تتوافق مع مستهدفات رؤية 2030
إن كانت السياحة الجيولوجية في السعودية بمثابة المتحف المفتوح، فهل تتبنى الجهات الرسمية برامج للاهتمام بها وتنميتها؟
حول ذلك الأمر، يقول العمري «إن برنامج السياحة الجيولوجية في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية يعمل على سد الفجوة حول كيفية تسويق السياحة الجيولوجية للجمهور وكيفية استخدام البيانات والمعلومات الجيولوجية لعمل قصص مثيرة حول تاريخ التراث الجيولوجي في الدولة، كما تتمتع الهيئة بالموارد والخبرة والعلاقات سواء محلية أو إقليمية أو دولية، ما سيجعل السياحة الجيولوجية في السعودية هدفاً مميزاً عالمياً».
بدوره، قال الدخيل إن «السعودية هي موطن الثقافة والتراث والكرم والأصالة العربية، والعمق التراثي والتنوع الثقافي والمعالم التاريخية الشهيرة، ومن هنا تعمل الهيئة السعودية للسياحة عبر دعم القطاع الخاص وتمكين الشباب والمشاركة الفاعلة مع المجتمعات المحلية على تقديم منتجات متنوعة وتجارب سياحية ملهمة تلبي تطلعات محبي المغامرة والاستكشاف، وهواة الطبيعة والثقافة والتراث».
وأضاف «تجري السعودية تحولاً وطنياً كجزء من رؤية 2030، لتغيير المشهد محلياً ودولياً، ومنذ الانفتاح على السياحة في 2019، أقامت عرضاً تنافسياً يجمع بين الثقافة العربية الأصيلة وعرضاً ترفيهياً سريع الانتشار، ومع استمرارنا في التحول كوجهة، سنسعى دائماً للحفاظ على تراثنا والاحتفاء به، ودعوة العالم لتجربة كل ما تقدّمه السعودية مع الحفاظ على التزامنا بحماية المناظر الطبيعية وبيئتنا».
وأوضح الدخيل أنه يمكن رؤية أمثلة على كيفية تحقيقنا لهذا الهدف في:
• الدرعية، إذ يخضع موقع التراث العالمي لليونسكو الذي يعود تاريخه إلى 300 عام لمخطط رئيسي بقيمة 50.6 مليار دولار مع التراث والتقاليد السعودية في جوهره، ليتحول إلى الوجهة السياحية الثقافية الأكثر ديناميكية في العالم بحلول عام 2030.
• العلا، وقد قُدم نحو 25 مليون دولار لتنمية السكان الأصليين للنمور العربية المهددة بالانقراض، كما سيشهد برنامج شامل لإعادة التوطين والحماية إطلاق 650 غزالاً عربياً و550 غزالاً رملياً في الصحراء القديمة هذا العام.
• مشروع البحر الأحمر، وهو مشروع سياحي فاخر متجدد سيكون له تأثير إيجابي على بيئة البحر الأحمر، ليخلق نظاماً بيئياً أنظف وأكثر اخضراراً، علماً أن الأهداف الخضراء تتضمن تشغيل الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة، وتنفيذ مجموعة من السياسات بما في ذلك عدم وجود نفايات في المكب، وحيادية الكربون بنسبة 100 في المئة، وفرض حظر كامل على المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، وهناك أيضاً خطط لأن يصبح البحر الأحمر أكبر محمية سماء مظلمة معتمدة.
• تشكل الجبال في منطقة عسير الباردة والمورقة والخضراء نقطة محورية في حملة «إعادة التفكير في الصيف» المستمرة، وتتميز الجبال المغطاة بأشجار العرعر بقمم ثلجية يبلغ ارتفاعها أكثر من ثلاثة آلاف متر.
• الأحساء المدرجة في قائمة اليونسكو تستهدف تنمية السياحة المستدامة، ومع 2.5 مليون نخلة، فهي أكبر واحة في العالم.
• فوهة الوعبة، إحدى عجائب الدنيا الطبيعية، وهي تكوين طبيعي من المحتمل أن يكون نتيجة ثوران بركاني.
• الحجر المدرج في قائمة اليونسكو هو موقع رئيسي ومحمي بشكل جيد من الحضارة النبطية، ويتميز بمقابر ضخمة ذات واجهات مزخرفة تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، ونحو 50 نقشاً من فترة ما قبل النبطية ورسومات الكهوف.
• حائل، وتتمتع بمناظر طبيعية لا تصدق من جبال الحجر الرملي التي شكلتها قرون من التعرية إلى البراكين البيضاء في حارة بني راشد وجبال شمر.
من الآن حتى عام تحقيق الرؤية 2030، تمتلك السعودية جدولاً مزدحماً وقائمة طويلة من المشاريع التي ينبغي تحقيقها، وستنتشر الحدائق الجيولوجية كجزء من السياحة الجيولوجية في السعودية، وخاصة في نيوم، والعلا، والرياض، ومنطقة البحر الأحمر، وجنوب غرب البلاد.